البحرين - جمال الياقوت:

أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لدى استقباله الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، أنَّ وسطية نهج الأزهر الشريف ظلت عبر العصور منارة يؤمها كل راغب في العلم والفكر المستنير من شتى أرجاء عالمنا الإسلامي، وكان لأهل البحرين حظ وافر من ذلك؛ إذ يُكِنُّ أهلُها للأزهر الشريف وعلمائه ومفكريه كل حب واحترام. وقال: إنَّه لمن التوافق المحمود اهتمام الأزهر الشريف في ظل رئاستكم الموقرة بكل ما يجمع الناس ويؤلف بينهم من خلال (بيت العائلة المصرية) بنهجها الإصلاحي وحِسِّهَا الوطني، التي تُمَاثِلُ في مقصدها وغايتها ما انتهجناه في مملكة البحرين من اهتمامٍ كبير بتحقيق التعايش السمح بين الأديان والمذاهب والثقافات رغم تنوعها وتعددها، إرساءً لدعائم وحدتنا الوطنية والمصالح الإنسانية المشتركة، وتعزيزاً لمسيرة التآلف والمحبة المتجذرة في مجتمعنا البحريني.

وقد رد الدكتور أحمد الطيب على ترحيب جلالته بقوله: تعلمون أن للوطن البحريني في عقولنا وقلوبنا مكانة خاصة؛ فهو الوطن العريق الذي تلاقت فيه الحضارات والثقافات الإنسانية، واستطاع أن يستوعبها ويصوغ منها في ضوء ثقافته الإسلامية الغراء مزاجاً متحضراً رائداً في المنطقة متميزاً بالاعتدال والتوازن ومتسماً بالتفتح والتسامح وسعة الأفق والتعاون على العيش المشترك. وأحسب أننا في مصر قد عشنا تجربة متشابهة وخبرة مماثلة في إعزاز الولاء للوطن والحفاظ على حقوق المواطنين والمساواة بينهم على أساس من المواطنة وحدها دون أي اعتبار آخر، وتعلمنا أن الحوار في ظل التوافق الوطني هو السبيل الوحيد لاجتماع الكلمة واستقرار الوطن والحفاظ على المصالح وحماية المقدرات الوطنية.