|
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، مساء أمس، مشروع بوابة الرياض ـ المدخل الغربي. وفور وصول سمو أمير منطقة الرياض إلى مقر المشروع، أزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع إيذاناً بافتتاحه.
بعد ذلك بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الأمير تركي بن طلال كلمة رحب فيها بالحضور، وعبر عن شكره لكل من أسهم وشارك في تحويل مشهد من مشاهد تاريخنا الكبير إلى معلم حتى أصبح اليوم بوابة الأبطال. وقال: « كأني بهم في تلك الليالي قلة من الرجال جمعهم هدف عظيم أمامهم قائد عظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمهم الله جميعاً أحسنوا التوكل على الله، حيث رحبت بهم القلوب قبل العقول، قائد همام ضرب بسيف الحق والعدل صخرة الواقع القاسي فتفجرت ينابيع الخير فكان ميلاد أمة وفجر وطن.
وأضاف سموه يقول: «في تلك الليلة كان الملك عبدالعزيز وأبطاله وبعدهم أتى قادة وأبطال، واليوم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ونحن رجاله مسيرة متصلة من العطاء تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونحن نستلهم ذلك التاريخ وهذه الشراكة الناجحة مع هؤلاء الرجال الأفذاذ في بناء وحدتنا التي هي مصدر قوتنا.
وقال سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز: «إن رعاية سمو الأمير طلال بن عبد العزيز ونهجه نهج إخوته لكل ما يحيي سيرة المؤسس الفذ، هو ما نشأنا عليه نحن الأحفاد جميعاً»، مقدماً شكره لمن أعطى إشارة البدء وواصل الدعم والمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما قدم شكره لجميع المؤسسات وفي مقدمتها إمارة منطقة الرياض وأمانة مدينة الرياض على الشراكة الناجحة.
بعد ذلك ألقى معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل كلمة عدّ فيها مدينة الرياض مركزاً للريادة ومنطلقاً لكثير من المبادرات والتجارب الميدانية والمجتمعية الخلاقة.
وقال: «هذا الموقف الذي نلتقي فيه هذا المساء يمثل واجهة مهمة للرياض التي كانت قبل نصف قرن مدينة صغيرة محصورة بين أربعة بوابات صغيرة قلب الرياض الحديثة».
وأضاف: في قفزة نهضوية سريعة وكبيرة يتم اليوم الافتتاح الرسمي لمشروع بوابة الأبطال التي تقع على هذا الطريق الذي يربط الرياض بمكة المكرمة وغيرها من المدن المهمة في مملكتنا الحبيبة، حيث يتجه الحجاج والمعتمرون والتجار والسياح عبر هذه البوابة الفريدة في تصميمها والمعبرة عن قصة الكفاح والطموح والوحدة.
وأوضح معاليه أن لهذه البوابة بعد ثقافي فريد تجعل منها مشهداً ناطقاً تحتل كثيراً من ملاحم الكفاح والوحدة التي انطلقت على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ورجاله الأبطال الذين أيدوه في تحقيق النصرة والوحدة، فضلاً عن المشهد الذي يعرض ملامح من أوجه التطور والنهضة التي تشهدها المملكة عبر التنمية المستدامة.
وأعرب معاليه عن شكر لكل من أسهم في دعم هذا المشروع المميز وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، ومن أسهم بماله وفكره وعمله الخير في تنفيذ هذا المشروع المهم, عاداً البوابة إسهاماً مجتمعياً ريادياً يراها ساكنو مدينة الرياض وزائروها العابرون لهذه البوابة الفريدة.
عقب ذلك كرم سمو الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض المساهمين والداعمين لهذا المشروع وفي نهاية الحفل أدلى سمو أمير منطقة الرياض بتصريح صحفي عبر فيه عن سعادته اليوم بافتتاح بوابة الأبطال بوابة الرياض الغربية، نيابة عن سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز، معرباً عن شكره لسمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز على مبادرته القيمة بتأصيل دور القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أسس هذه البلاد على قاعدة راسخة وهو ديننا الحنيف ورجاله الذين شاركوا بتوحيد هذه البلاد.
وقال سموه: «هذه البوابة التي نفتتحها اليوم تذكيراً بدور هؤلاء الأبطال تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته لما بذلوه من عطاء لا يوصف ولا يعد لتوحيد هذه البلاد الغالية ومقدساتها وما ننعم به الآن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل من شاركوا بتوحيد هذه البلاد تحت قيادة المؤسس رحمه الله.
ورداً على سؤال حول إيجاد مساحات ومسطحات خضراء حول هذه البوابة أجاب سموه قائلاً: «أعتقد أن أمانة الرياض معنية بهذا الأمر ويجب أن نأخذ هذه البوابة بالتصميم والعناية فهي تجسد المدخل الغربي لمدينة الرياض.
يذكر أن مشروع بوابة الرياض - المدخل الغربي يعد أحد المعالم المعمارية في العاصمة وتشكل رمزًا للتاريخ وواجهة حضارية تجسد بطولات الملك عبد العزيز ورجاله، وبداية تأسيس المملكة العربية السعودية بافتتاح مدينة الرياض عام 1319 هـ، حيث انطلق منها المؤسس -رحمه الله - لتوحيد الجزء الأكبر من الجزيرة العربية.
وجاءت فكرة المشروع إبان احتفالية المملكة بذكرى مئوية التوحيد، بهدف تخليد ذكرى استرداد مدينة الرياض على يدي الملك المؤسس ورجاله الأبطال، حيث لاقت الفكرة الاستحسان والتجاوب.
و«بوابة الرياض الغربية» بما تشتمل عليه من تصاميم إبداعية، وما تحكيه من قصص بطريق إيحائية رمزية، هي بمثابة مركز للتاريخ، يوازي في أهميته متحف الملك عبد العزيز التاريخي. ويتلخص المشروع حول فكرة ملحمية تجسد تلك البطولة، وهي سيف الملك عبد العزيز الذي يشق صخرة كبيرة، تمثل حياة الشقاء التي كان يعانيها الأهالي في تلك البدايات لينساب منها الماء، لتمثل حالة الازدهار التي بدأت، ومن خلفه 13 علمًا تمثل محافظات المملكة، ووضع حول مجسم النصب أسماء الأبطال الذين شاركوا الملك عبد العزيز في استرداد الرياض وعددهم 64 رجلاً من رجالات الملك عبدالعزيز لتخليد ذكراهم.
ويتكون المشروع الذي صنع مجسمه في الصين من البرونز، من السيف الذي يرمز لسيف الملك عبد العزيز وصنع من الستيل، وقبضة اليد، وعلم صنع من البرونز، وأسماء الأبطال عبر 64 لوحة.