|
بقلم - جون بالدوني:
يُشكّل بعض الموظّفين الأكثر التزاماً في مؤسستك أصحاب الأداء الأسوأ.. أمّا بعض أولئك الأقلّ التزاماً، فهم أصحاب الأداء الأفضل.
وقد خلُصت شركة «ليدرشب أي كيو» الاستشارية إلى هذه النتيجة ضمن بحثها الجديد.. فاشتمل هذا الأخير على «مقارنة استبيانات مدى التزام العمّال وبيانات حول تقييم الأداء في 207 مؤسّسةٍ.»
وبحسب ما أعلن الرئيس التنفيذي مارك مورفي (الذي أجريت مقابلةً معه عبر البريد الإلكتروني): «لطالما ساورتنا شكوك حول الفكرة القائلة بأنّه لربّما لا يلتزم أصحاب الأداء الأفضل إلى الحدّ الشائع عادةً.. ولكن ما شكّل صدمة كبيرة لنا هو ملاحظة أنّ في 42% من الحالات، كان الموظّفون الذين يتميّزون بأدائهم الجيّد، أقّل التزاماً من أصحاب الأداء الأسوأ.»
والجدير ذكره هو أنّ هذه النتيجة تتناقض مع الحكمة التقليديّة، فضلاً عن الدراسات العديدة التي تظهر علاقةً بين التزام الموظّفين الكبير وزيادة الإنتاجيّة والرّبحيّة.
يمكنك أن تقارن بعضاً من أصحاب الأداء الضعيف بجرذان يدورون بسرعة على عجلة من دون أن تكون لهم وجهة معيّنة.. وبالمقابل، قد يشبّه أصحاب الأداء الأفضل بالأوزّ الذي يتنقّل في البِركة؛ فلا تلمس جهودها لأنّها غارقة في عمق المياه.
إلى ذلك، لقد تبيّن أنّ بإمكان أصحاب الأداء الضعيف إفساد التزام أصحاب الأداء الأفضل، وبخاصّة عندما لا تتمّ محاسبة هؤلاء وفقاً لأدائهم.. فقد يتسبّب السماح لأصحاب الأداء الضعيف بالتقاعس عن واجباتهم، وبتحطيم معنويات أصحاب الأداء الأفضل الذين يشعرون، بحسب الدراسة، «بأنّهم عاجزون عن تغيير مسار حياتهم المهنيّة.»
ما العمل إذاً؟ يُقدّم مورفي اقتراحين في هذا الصدد: «يشتمل الأوّل على قيام رؤساء المؤسسات بتحديد توقّعات الأداء بشكل واضح جدًّا، ومحددّ من حيث السلوك.»
ويضيف مورفي: «يساعد ذلك على إعطاء أصحاب الأداء الأفضل الثقة بأنّ المسؤول عنهم يدرك ماهيّة أن يتمتّع الموظّف بلقب «صاحب الأداء الأفضل»، ويحمّله مسؤوليّة التمييز فعليًّا بين الموظفين استناداً إلى أدائهم.»
أمّا الاقتراح الثاني الذي يقدّمه مورفي، فهو تعيين مواعيد شهريّة للاجتماع بالمسؤولين بغية تحديد مدى شعور الموظّفين بالتحفيز.. وكما يقول مورفي: «إذا ما تمّ إعلام الرئيس التنفيذي في شركة معيّنة بأنّ أفضل زبائنها غير راضين، من المؤكّد أنّ هذا الأخير سيستقلّ طائرةً في غضون ساعات ليتحرّى شخصيًّا عن سبب المشكلة.»
إلى ذلك، كثيراً ما لا يدرك رؤساء الشركات بأنّ موظفيهم غير مرتاحين في محيط عملهم إلاّ عند تخليّ هؤلاء عن منصبهم.. إذ أكّدت الدراسات القول المأثور التالي: يسأم الموظفون من أرباب العمل؟؟ وليس من الشركة.. وهذا ما يجعل رؤساء الشركات القابضة مسؤولين عن مشاركة الموظفين الضروريّة.
يتحتّم إذاً على كبار رؤساء الشركات بذل جهود أكبر في مجال تعليم المسؤولين كيفيّة تحسين ممارسة سلطتهم على الموظفين.. كما عليهم تطبيق هذه المعايير على أنفسهم.
- جون بالدوني هو رئيس شركة بالدوني للاستشارات، وهي شركة تقدّم خدمات كاملة في مجال التدريب التنفيذي وتنمية المهارات القياديّة.. وأحدث كتاب له هو: «دليل الجيب الخاص بالرئيس: 101 وسيلة، ونصيحة، وطريقة ضرورية لمواجهة أي مشكلة».