|
بقلم - هيروشي ميكيتاني:
أحد أكبر التحديات التي تواجه الشركات المتعدّدة الجنسيّات في طور التوسّع، هو كيفيّة المحافظة على تواصل سريع وأكيد بين موظّفيها. فكلّما ارتفع عدد البلدان التي تتوسّع فيها هذه الشركات، وعدد اللغات التي تصادفها، واجهت مشاكلَ في الترجمة تعيق تقدّم مشاريعها.
ما هو الحلّ إذاً؟
أهو استخدام برامج للترجمة؟ قد يكون هذا الحلّ مناسباً لتلبية دفعة قصيرة من الحاجة إلى التواصل، ولكن أتأتمن برنامج كهذا على موضوع أكثر تعقيداً؟ أتثق بأنّه سيقوم بإيصال تعليمات واضحة تتعلّق بإطلاق منتج جديد إلى كلّ قسم؟
لقد اعتمدنا في شركة «راكوتن» التي أمتلكها، حلاًّ لمسألة الترجمة، لم يكن من شأنه أن يحسّن عمليات التواصل في ما بيننا فحسب، بل دفعنا إلى المراتب الأولى لقيادة التوسّع العالمي. وأُطلق على هذا الحلّ الاسم التالي: «استخدام الإنجليزيّة» (Englishnization)- وهو جعل الإنجليزيّة اللغة الرسمية في الشركة.
لا أعتقد أنّ اللغة الإنجليزيّة أفضل من أي لغة أخرى، وقد كان هذا الاختيار عمليّ تماماً، وناجم عن التجارب التي مررت بها في السوق العالميّة. فاللافت أنّ كلّ الأفراد الموهوبين العاملين في قطاعات التكنولوجيا والمال الذين صادفتهم، يستخدمون اللغة الإنجليزيّة كلغة أولى أو ثانية، وقد تلقّى العديد منهم تعليمهم في مؤسسات ناطقة باللغة الإنجليزيّة. حاول أن تفكّر في هذا الأمر من حيث جهودك الشخصية في العمل، وتخيّل قاعة مؤتمرات مليئة بأشخاص أتوا من أقاصي العالم للتعامل معك. ما هي اللغة التي من المرجّح أن تكون مشتركة فيما بينهم؟
يشتمل مبدأ «استخدام الإنجليزيّة» الذي أطلقناه عام 2010، على ثلاثة عناصر أساسيّة. أوّلاً، يستلزم على كلّ الموظفين الخضوع إلى اختبار مؤلّف من 200 سؤالٍ من شأنه تقييم استيعابهم القرائي والسماعي للغة الإنجليزيّة التجاريّة. ثانياً، يقوم مدرّبون من خارج الشركة بتوجيه الموظفين خلال دراستهم للغة هذه. وأخيراً، تكون الإنجليزيّة اللغة الرسميّة خلال اجتماعات الشركة، أكانت ستُعقد في مقرّنا في طوكيو أم في مكان آخر.
أمّا النتائج التي توصّلنا إليها حتّى الآن، فهي التالية: منذ أن بدأنا بتحليل الدرجات التي نالها الموظفون في الاختبار، ارتفع المعدّل على مستوى كلّ الشركة من 526.2 نقطةً (من بين 990 تقريباً) خلال شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) 2010، إلى 737.3 نقطةً في شهر شباط (فبراير) الحالي. وتجدر الإشارة إلى أنّه يتمّ فعليًّا عقد كلّ اجتماعاتنا الداخليّة باللغة الإنجليزيّة. وقد بلغت اليوم نسبة الموظّفين الجدد غير اليابانيين 30 في المئة. والجدير ذكره أنّ الأغلبية الساحقة من هؤلاء الموظّفين لا تتقن اللغة اليابانيّة بل الإنجليزيّة. ويساعدنا استخدام اللغة الإنجليزيّة على جذب أفضل المواهب في العالم.
وعلى الرغم من صعوبة تطبيق مبدأ «استخدام الإنجليزيّة» والجهد الذي يجب بذله في هذا الخصوص، لا بدّ من القول إنّه يشكّل الخطوة الأمثل التي اتّخذتها شركة «راكوتن». إنّنا نتواصل بشكل موحّد، ونبتكر بسرعة ودقّة، فيما لا يزال العديد من منافسينا المنتشرين حول العالم، منهمكين في الترجمة.
- هيروشي ميكيتاني هو مؤسّس شركة «راكوتن» ورئيسها التنفيذي، ثالث أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم.
وقد قام بتأليف كتاب باللغة الإنجليزيّة تحت عنوان: «ماركيت بلاس 3.0: إعادة كتابة قواعد شركات بلا حدود.