قبل أعوام تدفق السياح السعوديون على فرنسا وبالتحديد باريس، حيث كان الأصدقاء يلتقون العديد من أصدقائهم الذين غابوا عنهم أشهر ليجدوهم في شانزليزيه أو في الحي اللاتيني. وظل السياح السعوديون والخليجيون يدعمون الاقتصاد الفرنسي لتميز السياح السعوديين بالصرف الذي يعادل ما يصرفه الأوروبيون والأمريكيون أربعة أضعاف، وفجأة تراجعت السياحة السعودية إلى فرنسا بعد مضايقة الأجهزة الأمنية للنساء الخليجيات، بعد منع ارتداء الحجاب على الأراضي الفرنسية، بل وحتى تغطية الرأس، وإجبار عدد من النساء السعوديات على العودة على نفس الطائرة لرفضهن نزع الحجاب.
بعد المضايقات الفرنسية اتجه السياح الخليجيون والسعوديون بالذات إلى النمسا، البلد الجميل الذي يحوي كل المواصفات التي يرغب بها السائح السعودي، فالماء والخضرة والوجه الباسم والأماكن المريحة والأجواء الممطرة حتى في أيام الصيف تجعل السائح السعودي يعيش فوق هام السحب بين الجبال والبحيرات والمساحات الخضراء الشاسعة، لتصبح النمسا الوجهة الجديدة للسياح السعوديين خاصة وللخليجيين عامة، الذين وجدوا راحة بال وأريحية من السكان الذين يكنون مودة للسائحين لمعرفتهم بما سيدفعون لتحسين اقتصادهم المزدهر أصلاً، ولذلك فقد انتشرت مطاعم الحلال ومراكز التسوق التي تراعي أذواق السعوديين خاصة والخليجيين عامة.
وفيينا التي أصبحت الواجهة السياحية الأولى للسياح السعوديين اختيرت للمرة الرابعة كأفضل مدينة من حيث نوعية المعيشة في العالم، ففي كل عام يقوم مستشارون دوليون بإجراء مسح حول نوعية الحياة في 221 مدينة رئيسة حول العالم، وقد أظهرت نتائج المسح عام 2012 مرة أخرى حصول مدينة فيينا على الدرجات الأعلى، وبذلك تحلق العاصمة النمساوية عالياً باللقب كأفضل مدينة ملائمة للعيش في العالم وذلك للمرة الرابعة على التوالي.
بحثت الدراسة في مجموعة من العوامل بما في ذلك البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والخدمات الطبية والتعليم ومرافق البيئة التحتية بما في ذلك المواصلات العامة، وخدمات الكهرباء والماء، كما أخذت بعين الاعتبار أيضاً المرافق الترفيهية مثل المطاعم والمسارح ودور السينما والمنشآت الرياضية، ومدى توفر السلع الاستهلاكية بدءاً من المواد الغذائية إلى السيارات، والعوامل البيئية بما في ذلك المساحات الخضراء ونوعية الهواء، والماء النقي المتدفق من نهر الدانوب.
ولهذا فلا عجب أن تكون فيينا مقراً للعديد من المنظمات الدولية المهمة كالفرع الأوروبي للأمم المتحدة ومنظمة أوبك، ووكالة الطاقة الذرية وأخيراً مركز الملك عبدالله لحوار أتباع الديانات والثقافات.
jaser@al-jazirah.com.sa