Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 22/04/2013 Issue 14816 14816 الأثنين 12 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

المهرجان الوطني للتراث والثقافة -الجنادرية- مناسبة في غاية الأهمية، ولا شك أنها أيام مليئة بالتراث، والفلكلور، وحافلة في الحضور الزماني القديم والمكاني البديع، إذ جذبت إليها هذا العام أكثر من ستة ملايين زائر بحسب إحصاءات المنظمين لهذه المناسبة.

وللجنادرية أهداف ومضامين لا تخفى على أحد، وربما أهمها وأولاها هو تقاطع الزمان بالمكان.. فهي التي تربط الأجيال بعضها ببعض، من خلال مكونات الماضي ودهشة الحاضر، لتعيد مكانياً صورة الاستقطاب الجميل للوطن شرقه وغربة وشماله وجنوبه، حينما تتجسد هذه المباني بطرازها القديم، والبيوت والحرف والأدوات البسيطة والمشغولات غير المتكلفة في إطار جمالي واحد.

ولا يخفى على متابع ومهتم وزائر للجنادرية أنها تحتاج إلى مزيد من التوثيق والحفظ وسبل العرض المناسبة والفاعلة دون المساس بمكوناتها وقيمها الإنسانية التاريخية التي تكوَّن فيها وانبثق، ومن أهم ما يمكن عرضه كمطلب استراتيجي هو ديمومة التواصل بين الماضي والحاضر من خلال حاضن المكان الثابت الذي يتجسد بهيئة متحف تراثي مكتمل المعالم، وأوعية شاملة لفنون الماضي المادية منها والمعنوية.

فديمومة هذه المناسبة واستمرارها تكمن في جعلها هاجسا وطنيا للجميع، لاسيما وأن المهرجان يحظى بمتابعة عُليا، وقد صدرت فيه الكثير من التوجيهات والأوامر السامية التي تدعمه، وما ارتباطه بمهرجان سباق الهجن الذي كان هو النواة الأولى إلا دافع قوي لأن يكون ذا صبغة ثقافية عميقة تؤصل فكر الجنادرية وتحقق مضامين التراث وحضور الثقافة وجمال المنجز وعرضه بشكل شيق يعكس لهفة الضيوف والزائرين.

فالأمر الملح الآن هو أن يكون للقطاع الخاص دور في تكوين هذه القرية التراثية واكتمال عملها ودورها والعمل على أن تكون مفتوحة طوال العام. فالملاحظ أن الكثير من هذه الجهات الخدمية الأهلية تسعى إلى خدمة هذا المشروع، بل إن بعضها يستشعر نجاحها ماديا وتجاريا.. فلماذا لا يتم ولو من قبيل التجربة لعامين في هذا المشروع؟ حتى تكتمل في هذا السياق مشاريع الترفيه وتهيئة السكن على نحو الفنادق والشقق السكنية والملاهي والملاعب والمطاعم على أن يكون طابعها الرئيس ما هو تراثي قدر الإمكان.

فالزائر للعاصمة لا شك أنه سيجد الجنادرية أمامه في أي وقت يشاء من العام، وعلى أهل العاصمة كتشجيع لهذه القرية التراثية دور بارز في استضافة من يأتي إليهم من المناطق الأخرى في الجنادرية، لتحقيق رؤية ترفيهية مناسبة للجميع وغير مرتبطة في زمان معين أو محصور بمدة ضيقة على نحو عشرة أيام في العام، من هنا يأتي دور القطاع الخاص لكي يخدم التراث والثقافة في بلادنا؟

فأمر الجنادرية والمطالبات بتحويلها إلى متحف دائم ليس جديدا، والحديث في كنه العلاقة المفترضة بينها وبين القطاع الأهلي سبق تداوله، وقد قدمت الكثير من الاقتراحات، أما وأن (الجنادرية 28) هذا العام تغادرنا فيجدر بنا أن نذكر.. فربما في الذكرى خير وفائدة.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
الجنادرية أين الدور الأهلي؟
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة