Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 22/04/2013 Issue 14816 14816 الأثنين 12 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هل سيندثر فلكلورنا الشعبي من أهازيج ورقصات شعبية وحرف وغيرها؟.. هذا سؤال لا تبدو إجابته صعبة، لأنها بكل بساطة (نعم) إذا استمر الوضع على ما هو عليه! فالفنون الأدائية الشعبية في طريقها للانحسار والاندثار، لولا بعض كبار السن الذين لا يزالون يمارسونها!

ولولا مهرجان الجنادرية وبعض مهرجانات هنا وهناك تقيمها هيئة السياحة وأمانة منطقة الرياض، لكن الإشكالية في تلك المهرجانات أن المشاركة فيها للفرق الاحترافية المتخصصة وليس لعامة الناس!! في بعض الدول يتم تعليم الفلكلور عبر مدارس ومعاهد متخصصة، وفي دولة الإمارات تم تخصيص مراكز يحضر إليها الطلاب ليتعلموا الحرف والفنون الشعبية ويُمنح الطلاب مكافآت مجزية، المتداول هو أن مدارسنا طاردة للبهجة والمتعة لأنها تستبعد الأنشطة بما في ذلك الفنون الشعبية والتي غالباً ما تستمد مادتها من القصائد الوطنية وتعليم الطلاب قيم الاعتزاز والرجولة والفخر بالانتماء لهذا الوطن، فالجدول الدراسي الجامد لا يتيح المجال للطلاب، لينخرطوا في أنشطة ترسّخ فيهم هويتهم الوطنية، والتعليم النظري الذي يأتي بدون ممارسة هو تعليم لا يكسب الطالب وهج وجودة التجربة، يُحمد للجنادرية أنها استطاعت أن تحفظ لنا ذاكرتنا الشعبية، فلولاها لما رأينا كل هذه الفرق الشعبية، وكل تلك الحرف التي راح أصحابها يتواصلون مع جيل تفتحت عيناه على معطيات الحياة الحديثة، ولم يتسن له معرفة تاريخ أجدادهم وتراثهم الشعبي، فالجنادرية هي بمثابة نافذة سنوية يُشاهد زوارها عبق الماضي بجماله وأصالته، لكني أريد أن أتحدث عن شيء آخر.

عن جناح وزارة التربية والتعليم في الجنادرية والذي يدرج سنوياً عروضاً طلابية مبهجة من المسرح والفلكلور الشعبي يتم دعوة المشاركين فيها من مختلف مناطق المملكة، ومن الجميل أن تتوافد على المهرجان تلك الأعداد الكبيرة من طلاب المدارس، لتؤدي الفنون الشعبية بهذا الحماس وبهذا الأداء المتقن، وهو سعي مشكور من الوزارة أن ترسّخ لدى الطلاب ومعلميهم أهمية الانتماء الوطني، ليتغنّى الطلاب بحب الوطن عبر لوحات أدائية فنية جميلة أنتجها الأجداد قديماً، وها هم الأحفاد يرتدون نفس الأزياء وينطقون بنفس العبارات ذات البعد الوطني! أسعدني هذا الحماس من الطلاب وهم يتنادون للتعبير بفنونهم للجمهور عن حبهم لوطنهم ومليكهم خارج وداخل جناح الوزارة.. ولكن السؤال المهم هنا.. هو ما بعد الجنادرية.. هل يستمر طلابنا بممارسة فنونهم الجميلة وأهازيجهم الشعبية في مدارسهم.. أم أن ذلك فقط للتصدير؟!!.. أي هل تمنح المدارس وإدارات التعليم الفرصة لطلابها لممارسة فنونهم الوطنية أم أن ذلك يبقى مشاركة استجابة لطلب الوزارة.. ما أعرفه جيداً أن هناك من يحرم الطلاب من ممارسة العرضة لأنه يرى أنها (حرام) رغم تعاميم وزارة التربية التي ألزمت المدارس بتطبيقها!! ولذلك فإني أعتقد أن بعض إدارات التعليم تُمارس هذا الخطأ التربوي، فمن يشاهد طلابها يعتقد أنهم يُمارسون هذا النشاط في المدارس التابعة لها والحقيقة أنه لا تُوجد إدارة تعليم واحدة لديها أي برنامج أو مهرجان للفنون الشعبية، بل إن الكثير منها لا يقيم مهرجاناً للمسرح التربوي، ومع ذلك يشارك في عروض المسرح المدرسي في الجنادرية! إنه نوع من التجمُّل أو الخداع الذي من خلاله يحرم آلاف الطلاب في المنطقة من ممارسة المسرح والفنون التي يحبون ويتم إرسال بضعة طلاب للمشاركة فقط من أجل تسجيل الحضور في المناسبات الرسمية للوزارة!.. وبهذه الطريقة لن يُمارس الطلاب فنونهم الشعبية في منطقتهم ما دامت فقط تُعد للتصدير ولإرضاء المسؤولين، وليس لإرضاء الواجب التربوي الذي تتخلى عنه المدارس وإدارات التعليم! إن تنفيذ مهرجانات سنوية في كل إدارة تعليم سيمنح الفرصة للطلاب الموهوبين ممارسة فلكلورهم الشعبي في مدارسهم وفي منافسة مع طلاب المدارس الأخرى.. وهذا دور مهم تبقى مسؤولية التعميم والإلزام على وزارة التربية والتعليم لتستمر مسيرة تواصل الطلاب مع الفن الشعبي طوال العام لا أن يُترك لأهواء مديري التعليم ومديريالمدارس إن أرادوا مكنوهم، وإن لم يريدوا حرموهم!

alhoshanei@hotmail.com

وزارة التربية والتعليم.. والفلكلور الشعبي
فهد الحوشاني

فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة