الصداقة شيء جميل في الحياة لا يمكن الاستغناء عنه فما أجملها. والصداقة الحقيقية هي تلاحم شخصين في شخصية واحدة تحمل فكراً واحداً.
الصداقة هي طاقة لا يمكن للإنسان العيش بدونها هي متنفس، حيث يجد المرء منا كل راحته في التعبير عن رأيه، يقول رأيه بكل طلاقة ومن دون أن يشعر بأنه مقيد الصداقة، كلمة تحمل معاني عدة أجملها التضحية من أجل الآخر
التحرر من الانطوائية والاندماج مع الآخر، الصديق هو الذي يؤمن بك ويفهمك ويثق فيك ويعلم أنه يمكنه الاعتماد عليك. هو الذي لا يخجل من إظهار ضعفه أمامك فيكون على طبيعته معك، كما أنك تكون على طبيعتك وأنت معه، وتستطيع أن تظهر ما بداخلك بدون تكليف وبدون محاولة أن تبدو بصورة أفضل، فهو يعلم أنك لست إنسانا كاملا، ومع ذلك يحبك ويتقبلك كما أنت حتى لو لم يوافق على بعض أفعالك. يعاملك باحترام وكرامة. مكانه محفوظ في قلبك حتى لو لم يكن أمام عينيك. ينصحك عندما تحتاج النصيحة ولكن لا يفرض آراءه عليك، بل يدعك تتخذ قراراتك بنفسك. يشجعك ويدعمك عندما تلجأ إليه، ويساعدك لتصبح إنساناً أفضل وأنجح، ولا يشعر بالغيرة من نجاحك. يستطيع أن يجعلك تبتسم في أوقات الشدة. يحبك ويكون قريباً منك دون أن يتعدى على حريتك الشخصية أو خصوصياتك، ولا يلغي كيانك وشخصيتك أو تصبح تابعاً له، بل يستطيع كل منكما أن يحقق ذاته في وجود الآخر. يدعوك ويأنس بصحبتك دون أن يطالبك بشيء. لديه الشجاعة والحساسية واللباقة لنقدك، لكن بدون لومك أو تجريحك أو إشعارك بالذنب، وبذلك نقده لك يكون بنّاءً ليس هدَّاماً. تربطك به علاقة أخذ وعطاء، لا يأخذ كل الوقت ولا يعطي كل الوقت، ولديه القدرة على العطاء النفسي، فيشاركك بجزء من وقته واهتمامه وإحساسه وبفكرة. لا يتنازل عنك أبداً أو يتخلى عنك رغم خلافاتكم أو مشاحناتكم، ولديه القدرة على أن يسامحك. يهتم بمشاكلك ويحس بمعاناتك. يستطيع أن ينفذ إلى أعماقك ليرى جوانب الخير والجمال بداخلك، وبذلك فهو مرآتك الصادقة، تستطيع أن تكشف جوهرك الحقيقي من خلاله وتتعرف على نفسك أكثر وأكثر. الصداقة الحقيقية هي نوع من أنواع الحب، وهي مسؤولية مشتركة لا تبنى على طرف واحد أبداً.
الصداقة هي البستان الذي تزرع فيه بذور الحب والعطف والاحترام والاهتمام والثقة والتضحية والدعم والتواصل والتسامح فنحس بالثراء النفسي ونجني ثمار السعادة الحقيقية في الحياة.
وأخير فإذا كان لك صديق بهذه الصفات فليبارك لك الله فيه ويديم عليكما نعمة هذه الصداقة الحقيقية، فلا تضيع الوقت واعترف له بمكانته عندك وأرسل له هذه الرسالة لتكون بمثابة برهان على تقديرك له ولا تؤجل بوحك بمشاعرك له إلى الغد وتعلم من الحكمة القائلة: «املأ عينيك من وجوه الأحباء والأهل والأصدقاء فقد يغيبون عنك بعد حين ولا تؤجل إفصاحك لهم عن مشاعرك الطيبة تجاههم إلى الغد، فقد لا يكونون على مسرح الحياة حين يجيء ذلك الغد».
وإن لم يكن لك صديق بمثل هذه الصفات فحاول أنت أن تتحلى بهذه الصفات مع كل من حولك واعمل بالحكمة القائلة: «كن صديقاً ولا تطمع أن يكون لك صديق».
Vip931@hotmail.com @BandrAalsenaidiإعلامي محاضر لغة إنجليزية الكلية التقنية الرياض