بعد حادثة سقوط الأطفال من لعبة ترفيهية في بانوراما مول بالرياض قبل شهرين، وبعد حريق أسواق الهرم الأسبوع بالرياض قبل أسبوع، وحريق رد سي مول بجدة قبل يومين، ماذا يمكن أن نقول عن إجراءات السلامة في مراكزنا التجارية؟! وماذا قلنا بعد تكرر حوادث الحرائق والانهيارات في بعض مدارسنا ومنشآتنا الحكومية؟!
سوف نتعب إذا نحن قرأنا تصريحات المسؤولين المعنيين بهذا الشأن، فما يتحدثون به
وينشرونه لا يمكن حصره، وهو من الكمال والمثالية ما يتجاوز إجراءات السلامة في وكالة ناسا الفضائية. ولكننا على الأرض، لا نرى إلا عمالاً أجانب، لا يجيدون
القراءة والكتابة، ولا يعلمون عن أبسط وسائل السلامة، سوى الفرار والنجاة بأنفسهم.
لدينا منشآت نفطية ومنشآت بتروكيماوية ومنشآت ذات علاقة بمواد نووية للاستخدام السلمي الطبي، ولو أن ممارستنا اليومية مع الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث الكوارث، هي ممارسات مهنية احترافية غير خاضعة للتهاون وللحس الوظيفي ولقاعدة «اللي مكتوب على الجبين، لازم تشوفه العين»، لما تعاظم شعورنا بالخوف من حدوث الحرائق أو التسربات أو حوادث التلوث.
ينقصنا هيئة وطنية تتابع كل الإدارات الحكومية والأهلية المعنية بإجراءات السلامة
لكافة المراكز والمنشآت التعليمية والصحية والتجارية، فالقائمون على هذه المنشآت قد لا يهمهم أمر سلامتنا، بقدر ما يهمهم أن ينتهي الدوام أو أن يربحوا غلّتهم الوفيرة!