سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ - خالد بن حمد المالك - المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

لقد اطلعت على مقال الأستاذ عبد الله الكثيري في العدد 94792 الذي تطرق فيه لمعاناة المواطنين بمختلف شرائحهم من أزمة نقص العمالة المنزلية وتلاعب الشركات الوطنية الموكلة باستقدامها، وما ولّده هذا الموضوع من أزمات في كل منزل.

هذه المعضلة - وللأسف - تستفحل يوماً بعد يوم في الوقت الذي يتلاعب فيه المعنيون في الشركات الوطنية لتأمين العمالة المنزلية بمشاعر الناس ويزيدون من معاناتهم بالوعود الخلابة التي تمخضت عن سراب بقيعة.

إن المواطنين ليتساءلون بكل ألم عن السبب الموضوعي والمنطقي لعدم قيام هذه الشركات بواجبها، وأين وزارة العمل مما يجري، وبخاصة في ظل ظاهرة تفشّت بشكل مقلق وهي هروب العاملات، فما يكاد المواطن المسكين بعد أن ضحى بماله ووقته يصدق أن عاملته وصلت منزله حتى يفاجأ بعد أيام بأن كل آماله انهارت وأن «شغالته» قد غيّبتها أيادٍ خفية، مما يؤكد أن هنالك «مافيا» تعمل عملها في الخفاء وتتاجر بآلام المواطنين ومعاناتهم.. ويعلم الله، أنه في عصرية واحدة هرب من أحد بيوتنا في طرفة عين ثلاث «شغالات» من جنسيات مختلفة، وبعد اتصال إحداهن فيما بعد بـ»شغالة» لدينا وكانت صديقة لها قالت لها الهاربة: (أنا أعمل الآن براتب 2000 ريال)، وحثّتها على الهرب.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو: أين الجهات المعنية، وأين وزارة العمل مما يحدث تحت الأرض، وأينها من هذه الشركات التي لم تلتزم بما تعهدت به، ولا سيما في ظل تلك التصريحات الرنانة لمسؤولي تلك الشركات كتصريحات الأستاذ سعد البداح بأنهم سيوفرون العمالة في بضعة أشهر، وكما أشار الأستاذ عبد الله الكثيري في مقاله، ثم لماذا لا تُوسَّع دائرة الاستقدام للعمالة المنزلية، لتشمل أكبر عدد من الدول في ظل تحكم قلة منها ووضعها لتلك الشروط التعجيزية.

المواطنون في ظل هذا الوضع البائس، مضطرون - أيها الإخوة -، بل مرغمون على تشغيل العمالة المنزلية المتخلفة والمتسللة ولو بتلك المبالغ الكبيرة ولسان حالهم أمام عجز الجهات المعنية تجاه تلك الشركات، وفي ظل هذه الحملات الموجهة للعمالة المخالفة يعبر عنه قول الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له

إياك إياك أن تبتل بالماء

ونسأل الله التوفيق والثبات.