إذا كان طفل أو شيخ معاق ضمن أفراد الأسرة يمثل عبئاً مادياً واجتماعياً ونفسياً كبيراً، فما بالنا إذا كانت أسرة واحدة تضم بين أفرادها سبع معوقات ست شقيقات إلى جانب الأم!!
هذا في وقت فقدت فيه تلك الأسرة الأب العائل، وباتت المسؤولية كاملة ملقاة على عاتق الأخ الذي أصيب هو الآخر باضطراب نفسي، أجبر معه على التقاعد من عمله في أحد القطاعات العسكرية براتب تقاعدي لا يتجاوز 2500 ريال.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه كل واحدة من المعوقات السبع إلى ضروريات الحياة والمستلزمات الشخصية بما تصل تكلفته شهرياً لكل منهن إلى ثلاثة آلاف ريال، نجد أن ما يحصلن عليه من مساعدة من الضمان لا يزيد عن 800 ريال شهرياً.
«خلف العنزي» أخ المعاقات الذي تحمل المسؤولية كاملة، رغم أنه يعول في نفس الوقت -ونفس البيت المستأجر- أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وأطفال، إضافة إلى زوجة الأب المسنة والتي قامت بتربيته صغيراً.. هذا الأخ يقف حائراً كل يوم أمام سيل احتياجات شقيقاته ووالدته.. سواء سيارة تستوعب هذا العدد في تنقلاتهن، أو سائق، أو خادمة أو ممرضة يقدمن المساعدة لهذا العدد الضخم من النسوة في مساحة ضيقة، خاصة وأن إحداهن مصابة بشلل كامل بجانب إعاقتها الذهنية!! ويجد نفسه مطالباً مع بداية كل عام بقيمة إيجار المسكن التي تصل إلى خمسة وعشرين ألف ريال سنوياً، ويسابق ذلك كله نفقات الحياة اليومية لأحد عشر شخصاً.
قد يعجز كاتب روائي أن يجسد حجم المعاناة التي تعيشها تلك الأسرة المبتلاة، ولكنه الواقع الذي يتفوق في حقيقته على الخيال.