|
كتب د. بكار في كتابه الرائع «كلماتي الأولى» عن ما لا نعلمه لأولادنا ومنها «الذكاء» حيث يقول أثبتت الدراسات أن للعقل البشري قدرات خارقة وإنما يستخدمه الإنسان من إمكانيات العقل لا يتجاوز 1% من الإمكانيات الحقيقية لذلك على الأب ألا يستهين بقدرات ابنه على الاستيعاب وعليه ألا يتردد في تعليم الطفل أصعب الأمور وأدقها ولكن بأسلوب مبسط وسهل مع مراعاة منحه فاصلا منشطا وعدم الضغط عليه مع التحلي بالصبر والنفس الطويل دون ملل وألا يتهرب الأب من الإجابة عن أسئلة الطفل مهما كانت محرجة ولايعطيه إجابات مغلوطة حتى لايساهم في تشويه ثقافة الطفل لأن المعلومات التي يتعلمها الصغير من الصعوبة تبديلها حتى عندما يكتشف أنها غير صحيحة. ومن المهام الكثيرة التي يستطيع الأب من خلالها تكوين عقلية ناضجة لطفله وينمي بواسطتها الذكاء والتفكير أن يوفر قبل كل شيء الغذاء الصحي الذي يضمن النمو الجسمي والعقلي السليم ويجرب فحوصات دورية يتأكد من سلامة أجهزة الجسم وقيامها بوظائفها الطبيعية ويجب أن ينشأ الطفل في جو أسري لاتسوده المشاحنات والمشاجرات التي تعكر صفو الحياة الاجتماعية وتحد من التفكير وتؤدي إلى اليأس والحزن بل يجب توفير الهدوء والراحة والأمان في كنف الأسرة المترابطة التي تنمي بذور المواهب عند أطفالها وتشجيعهم وتحفزهم على القيام بالأفعال المبتكرة وتؤمن لكل طفل الإمكانيات والجو المناسب لاستمرار التقدم العلمي والتحصيل الدراسي واختيار المجال الذي يفضله ويتناسب مع قدراته لتحقيق التفوق والنجاح.
ويستطيع الأب تنمية الذكاء عند الطفل عن طريق الألعاب التي تحقق المتعة والفائدة معا والتي تناسب عمر الطفل ومستوى تفكيره كأن يعلمه الشطرنج والألعاب التركيبية وحل الكلمات وألعاب الحاسوب وشراء كتب الألغاز والأحاجي وإجراء المسابقات الثقافية التي يرصد لها الجوائز التشجيعية والمسابقات الشعرية بين الأطفال والبحث عن الكلمة المفقودة أو الفروقات بين رسمين متشابهين وهناك المزيد من الألعاب الذكية يمكن الحصول عليها بسهولة ويسر.. وهذا كله يحتاج إلى توفر العزيمة وقوة الإرادة لدى الطفل من خلال اقناعه بأن الذكي يتميز عن غيره بامتلاكه قدرات عقلية تجعله ناجحا في مجالات الحياة كافة.
وعلى الأسرة أن تحاول تنظيم أوقات الطفل ولاتدعه يجلس أمام التلفاز لفترات طويلة وحتى أيام الإجازات لأن الطفل الذي يجلس طويلا أمامها يتصف بالبلاهة والبلادة وتشتت الذهن وعدم التركيز.. إن تنمية الذكاء تحتاج أولا إلى دعم غير محدود من قبل الأسرة وتوفير كل المتطلبات اللازمة وثانيا إلى قوة إرادة وإصرار من جهة الطفل واستعداد لمواجهة التحديات ولايتراجع عندما يجد صعوبة في الفهم لأن الإنسان عادة لايفهم إلا مايعرف فإذا فهمنا كل مايقال يعني أننا لم نستفيد ولن نزيد من حصيلتنا الثقافية أو مهاراتنا الفكرية.