عن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ - رضى الله عنهما - قالت -جِئْتُ يَوْماً وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِى فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ». لِيَحْمِلَنِى خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى).
والحديث كاملاً في البخاري ومسلم. لكن في هذه الجزئية من الحديث لنا وقفات:
الأولى: كيف أن الحياء كان حاضراً في حياة أسماء رضي الله عنها وكيف منعها من السير مع الرجال، وبما أن الصحابيات قدوة للمرأة المسلمة، فعلينا أن نتخلق بأخلاقهن ونسير على أثرهن.. فجميل أن يكون الحياء حاضراً في حياتنا أيضاً.
الثانية: مدى مراعاة أسماء لغيرة زوجها في حال غيابه رضي الله عنهما، فقد امتنعت من السير مع الرجال حال تذكرها لغيرته، وإن كان من بيننا من تراعي ذلك لكن يوجد من تتهاون بطاعة زوجها وتجد في غيابه فرصة لتتحرر مما تظنه قيوداً فُرضت عليها، فتأتي في غيابه تنقض رغباته واحدة تلو الأخرى، فلماذا لا تكون طاعة الزوج حتى في غيابه كما فعلت أسماء رضي الله عنها.
الثالثة: هي غيرة الزبير على أسماء رضي الله عنهما، وهذه الغيرة وإن كانت موجودة اليوم لكن هناك مشاهد تكشف أن مستوى الغيرة متفاوت عند الرجال، فذلك يتباهى بزوجته وهي تمشي بجانبه أمام الرجال بعباءة تحوي مجموعة متكاملة من الزينة (مخصرة مطرزة معطرة) وكلها كفيلة بلفت أنظار الرجال لزوجته. وذاك آخر يأمر زوجته بنزع الحجاب في السفر فيكون الجمال مكشوفاً للمارة من الرجال، فأين هؤلاء من غيرة الزبير رضي الله عنه؟!
- بريدة