(إهداء - إلى يوم الشعر العالمي20 مارس 2013م)
* * *
ونحن على بعد نبض ضئيل
نرتب أمالنا القادمات
ونصغي للقلقة الاحتضار
* * *
تمر بأفواهنا الأمسيات
وليل القصيدة
وما نقش الضلع من دندنات
وما نثرت النبض في الانتظار
* * *
لنا خيمة من جنون السهارى
تشيء ببهرجة تعتلي
حواجز ما أنهكته المرايا
من البوح في رمق الإنكسار
* * *
متى يولد الشعر لن أدعي
هناك يبعثر خفق الضياء
على مقلة الشمس
ولكن هناك من الكون ما يملء الحب
ويمنح أغصانه الإخضرار
* * *
متى يولد الشعر
كم تستفيق النواميس سحرا
وكل الطقوس الشهيات تلتذ بالوقت
وعين النوارس في غمرة الشوق
تصبغ أنفاسها كالبحار
* * *
وشوق يجادله المستحيل بمغزلة
من فضاء الخيال المجنح
في كوب وقتٍ...
لينبجس الحرف من ضفةٍ
ترتب ما تستعير الأماني
إذا ما تشجر فيها النهار
* * *
لنا موعد من سكون التلاوين
وما قد تشظى على حانة الوجد
وما أتلعت أكف الصحارى
على ثغر حلم وقيثار نار
* * *
أتكتبنا هاهنا كالصباح دواة
من الوجع المستبد
وتنقطنا ثورة من بياض
تراوح أحلامنا كالصغار
* * *
لنا قصة الماء حين تعود البلابل
من غربةٍ لا تجيد اختبار الشجون
ووشي المواعيد لا يقرأ الغيم
إذا خان ألوانها الابتكار
* * *
فكم أعشب الجرح خفق المريدين
على هدءة من جمار تنوب عن الشكّ
في يقظة من سؤال كئيب
إذا أشعل الريب نبض القناديل
ووزع فيها حكايا المحار
* * *
لنا رقصة
من حنايا الربيع اليتيم
ولهفة صبرٍ.. وفنجان ليل
يعانق مجهوله في دوار
* * *
لنا شرفة قد تعيد الدروب
لأول خطو ..وأكبر جرح ..
وأقسى انشطار
* * *
متى يحلم النص
ستلوى القصيدة عنق الزجاجة
لتمتد مقدار همس جريئ
وقاب تعاويذ أمس غريب
يدوزن بستانه كالفنار
* * *
وما زال فينا انتباه السماء سحاب
سيرمي الحقيقة في سهرة
من الحب
نحو أقاصي الحياة
على شفة من معاني الكبار
* * *
وليس كعين الحقيقة عين
إذا الشعر أولجها ضفة
تغني:
“متى يملأ الحب قلب الحقيقة... متى يملأ الحب هذي الديار”
- فريد عبدالله النمر