ليس في كرة القدم وحدها، بل في جميع مجالات الحياة، فتش عن الإدارة!!
* الإدارة الجيدة لأي نشاط أحد أهم أسباب نجاحه واستمراره، وغياب الإدارة الجيدة سيغني عن كل الأسباب والطرق الأخرى الموصلة للفشل!!
* الإدارة الجيدة، ليست في الاستعراض، ولا البذخ في الصرف، ولا في الهجوم على الآخرين، وليست في السباق نحو القنوات والإذاعات والصحف!!
* الإدارة الجيدة هي تستطيع الوصول إلى أفضل النتائج بأقل التكاليف، والإدارة الجيدة هي التي تضع أهدافاً واضحة، وتضع الخطط المناسبة والكفيلة بتحقيق هذه الأهداف!!
* والإدارة الجيدة هي التي تتفرغ للعمل وتترك الحديث لغيرها، والإدارة الجيدة هي التي تختار الأشخاص المناسبين للأماكن المناسبة!!
* والإدارة الجيدة هي التي تثق بالعاملين معها وتمنحهم الصلاحيات الكافية، وتحدد المسؤوليات الملقاة على كل منهم، وتضع دليلاً واضحاً للإجراءات تعمل بموجبه!!
* والإدارة الجيدة هي التي تكف عن الشكوى من قلة الإيرادات وعدم وجود أصول ثابتة كافية، بل تعمل على الاستفادة من الإمكانيات المتاحة.. والإيراد القليل المقنع لن يتوقف عند الخطوة الأولى، بل سيتزايد عاماً بعد عام ما دامت منظومة العمل تسير بدقة محسوبة وثابتة مثل عقارب الساعة!!
* الإدارة الجيدة كمثال هي مثل إدارة نادي الفتح التي نجحت في قلب الموازين، واللعب بدواليب القوى الثابتة في الدوري واستطاعت خلال سنوات قصيرة من صناعة فريق بطل نجح في النهاية بالفوز بكأس الدوري السعودي، وهو اللقب الذي أمضت فرق أخرى لديها ما لديها من النجوم والدعم المالي عشرات السنين دون أن تفلح في تحقيقه!!
* لقد نجح الفتح.. وفشل ثلاثة عشر نادياً آخر هذا الموسم في الدوري السعودي لأن إدارة النادي عملت وعملت وعملت حتى استطاعت الوصول إلى النقطة الهدف!!
* في علم الإدارة يعتبر فريق الفتح أنموذجاً مناسباً للنشاط الذي يبدأ من الصفر وبأقل الإمكانات وينجح عاماً بعد عام في تعظيم أرباحه وزيادة مكاسبه حتى وصل إلى القمة مزيحاً الجميع.. ومؤكداً أن كرة القدم إدارة أيضاً!!
* لم تصرف إدارة نادي الفتح الملايين!!
* ولم تذهب إدارة النادي في جولات يومية على القنوات الفضائية والإذاعات لتستعرض ما لديها وتلهب مشاعر أنصارها بوعود تدرك قبل غيرها أنها حلم ليل فقط!!
* ولم تتفرغ إدارة الفتح للتغريد في «تويتر» وكتابة الخواطر في الفيس بوك وترك فريقها يصارع منافسيه لوحده، بل كانت معه وتدافع عنه، وتحفز لاعبيه وتسند مدربه، وتأخذ برأي أنصاره!!
* ولم تشأ إدارة الفتح أن تختار لها مستشارين من هنا وهناك، من أصدقائها وأصدقاء أصدقائها، بل اختارت من تثق به وتثق بحكمته وحنكته لتأخذ رأيه واستشارته!!
* ولم تذهب إدارة الفتح إلى سلوك منهج الإثارة الإعلامية في تعاقداتها، ولا اللعب على عواطف الجماهير في اختياراتها، بل حرصت على اختيار اللاعب الذي تتناسب إمكاناته مع احتياجات الفريق.. وطريقة مدربه، ومن هنا نجح لاعبون كان بعضهم يرى أنهم محدودو الإمكانات، ولاعبون استبعدوا من أنديتهم الأصلية في المساهمة على نحو فاعل في تحقيق أصعب وأهم بطولة.. وهي بطولة الدوري!!
* إن نجاح الفتح لم يأت مصادفة ولم يأت من باب حظ.. بل كان البناء لبنة لبنة.
* كان الفريق في الثانية ثم الأولى.. وهناك كان الحلم يتشكل مثل جنين في رحم أمه.. حقق الحلم ووصل إلى الممتاز، كان الهدف هو البقاء.. ثم مراكز الوسط، بدأ الحلم يتشكل عندما وصل الفريق إلى نصف نهائي كأس الملك ولولا الصافرة لوصل إلى النهائي.. هذا الموسم كان موسم الحصاد.. وحصل ما حصل!!
* إنجاز الفتح.. انتصار للفكر الرياضي، وانتصار للإدارة والإرادة!! وتأكيد على أن أبواب النجاح مشرعة، وأن المشكلة تكمن في بعض الأندية التي عجزت عن الدخول إلى عالم الأبطال أو الاستمرار فيه مع أنها تقرع أجراسه صباح مساء!!
* فاز الفتح بالدوري..
- بدون مدرب عالمي..
- وبدون لاعبين عالميين!!
- وبدون عقد استثماري يدر الملايين!!
- وبدون صفقات محلية مدوية!!
- وبدون أن يقلل من منافسيه ومن إنجازاتهم!!
- وبدون أن يتحدث أكثر مما يعمل.
- وبدون تنقلات فارهة وطائرات خاصة!!
- وبدون أن.. وأن.. وأن.. !!
* ها هو نادي الفتح الرياضي من محافظة الأحساء مدينة النخيل والواحات والعيون بطلاً للدوري السعودي، فهل يدرك ذلك من يبحثون عن ألف سبب وسبب لتبرير إخفاقاتهم والبحث عن مخارج لفشل أنديتهم!!
* هنيئاً للفتح وأهل الفتح وللمنافسة بهذا الفريق الحلم الذي كان عند الموعد بلا وعد!!
مراحل.. مراحل
- يبقى السؤال هذه الأيام.. هل ينجح نور مع النصر، بالنسبة لي أتوقع «نعم» ولكن «نعم» هذه «مشروطة»!!
- في القناة المتخصصة.. ضاع.. إنجاز.. الفتح الكبير، أمام متابعة انتقال لاعب «هاو» لناد بعيد عن البطولات!!
- ما زال التحكيم السعودي يواصل رحلة التراجع للوراء، وكان الله في عون الأندية!!
- رد الاتحاد الآسيوي بشأن شكوى الهلال عن تصرفات الاستقلال الإيراني كان متوقعاً!!
- الأهم أن الملكي رد في الملعب..
- كل البطولات لهم.. إلا بطولة الميدان، فهي تذهب للأجدر والأقوى والأفضل!!
- المنسقون وجدوها فرصة للشماتة في فريقهم السابق!!
- الهلال مباراة في القمة.. وأخرى دون ذلك بكثير.. هنا «فتش عن التحضير النفسي»!!
- النصر ليس أول فريق يتعاقد مع لاعب متقدم نوعاً ما في السن، والظروف هي من يحدد النجاح من عدم ذلك..
- عندما صدر جدول الدوري توقع أن تكون مباراة الهلال والأهلي في نهاية الدوري حاسمة مثيرة.. واليوم أصبحت مجرد مباراة للتاريخ.. والاستعداد للمرحلة المقبلة!!
- كلما زاد «غياب» فريقهم.. زاد.. حضورهم.. والأخيرة لذر الرماد على الأولى!!
- هل تتوقعون أن يواصل الفتح حضوره المذهل في الموسم المقبل؟؟
- حسمت معركة القمة بهدوء.. بقيت معركة القاع لتحديد من يرافق الوحدة إلى دوري ركاء.. فمن يكون التعاون أم هجر؟؟
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر