|
عبدالله صايل
المكان هنا مضياف جداً، والرحابة تلتقيك ولا تتخلى عنك قبل أن تؤكد لك مراراً أنك محل حفاوة واهتمام، لتختار أنت بدورك البقاء. وعلى مساحة أرض بلغت 2.236.102م2 ومساحة مبان تصل إلى 1.023.037م2 تتوزع فيها المرافق التعليمية والإدارية والخدمية والترفيهية لجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ومقومات أخرى ستهيأ لها أن تمثل معلماً رئيساً في العاصمة السعودية الرياض ومركزاً فريداً من نوعه في الشرق الأوسط بتصميماته المعمارية التي تجمع بين فن العمارة الإسلامية الحديثة والتصاميم المعمارية العصرية في مزيج يهدف بصرياً إلى الحفاظ على عناصر الثقافة والهويّة الخاصة بالمملكة العربية السعودية، كما توفر في ذات الوقت، الهندسة والتخطيط العام لمباني الجامعة سهولة الوصول إلى مرافقها، ورحابة أكاديمية تعزز من طاقتها الاستيعابية التي تقدر مبدئياً بنحو 10 آلاف طالب، إضافة إلى ما تحتضنه الجامعة من حدائق مفتوحة ومسطحات مائية ومساحات خضراء وامتدادات أخرى مفتوحة للمشاة، لتعزز من تحسين الظروف البيئية المحيطة وتساعد على خلق جو تعليمي مناسب مع فصل تام لممرات المشاة عن حركة مرور السيارات.
هنا، آمل ألا تغفل ما ستراه من وجود نظام نقل ذكي يربط بن عناصر المدينة الجامعية ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية، حيث سيتم استخدام عربات نقل تعمل بالكهرباء للحفاظ على البيئة.. وتحتضن المدينة الجامعية بالرياض مجمعاً إدارياً بتصميم أحاله إلى أيقونة معمارية تحتضن الكثير من هوية الجامعة وقيمها ورسالتها، وكذا مركزاً دولياً للمؤتمرات يطل غير بعيد على عمادة الدراسات العليا ومرافقها وقاعاتها التدريبية وقاعات المحاضرات المهيأة لبرامج درجة الماجستير ودرجات الزمالة. كما تحتضن العمادة مركز تدريب الدراسات العليا والذي يقدم دوارت متخصصة ومستمرة على مدار العام للأطباء والممارسين الصحيين عموماً من مختلف التخصصات.
يلاحظ الزائر بعد مروره بكل هذه التفاصيل الثرية، سهولة الوصول من هناك إلى مباني الكليات. فهاهي كلية الطب، كلية التمريض، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية العلوم والمهن الصحية، كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية. بالإضافة إلى مركز تطوير المهارات السريرية الذي يتيح تدريباً عملياً للطلاب في مختلف التخصصات، كما تحتضن المدينة الجامعية مجموعة من المرافق الخاصة بالخدمات المساندة والترفيهية والاجتماعية، كالمركز الرياضي الذي يحتوي على استاد رياضي يتسع مبدئياً لثلاثة آلاف من الجمهور، بخلاف المسبح الأولمبي وعدد من الملاعب للرياضات الأخرى إلى جانب المرافق الرياضية الحيوية الهامة والمراعية للمرحلة العمرية لطلاب الجامعة.
وإيماناً من الجامعة بمسؤوليتها الاجتماعية، فقد تم تخصيص مقرات حديثة للأنشطة الطلابية التي تتنوع بين حملات التوعية بالأيام العالمية للصحة، إقامة المعارض، استضافة الأنشطة الثقافية والمثقفين، إقامة الماراثون الجامعي السنوي، وغيرها الكثير من النشاطات التي ستساهم المدينة الجامعية الجديدة بالرياض في توفير بيئة مثالية لاحتوائها. هذا إلى جانب ما يوفره مركز تعزيز الصحة بالمدينة الجامعية من مناشط ومناسبات موجهة في أغلبها لطلاب وطالبات المراحل الدراسية المختلفة عبر زيارة المدارس أو استضافتها في المدينة الجامعية، وينطبق هذا على مؤسسات المجتمع المدني التي يمكن لها أن تستفيد مما تتيحه المدينة الجامعية من فرص لعقد اللقاءات والندوات وتقديم الاستشارة في جانب المسؤولية المجتمعية خصوصاً في جانبها الصحي.
وحرصاً من هذه الجامعة المتخصصة على تلبية الاحتياج الأكاديمي في مناطق المملكة، فإنه من المهم الإشارة إلى أن لهذا الصرح الأكاديمي البحثي الصحي المتميز فروع في كل من مدينتي جدة والأحساء ومن المنتظر أن يتم افتتاح مدينتيهما الجامعيتين في المستقبل القريب بإذن الله تعالى. من الصعوبة بمكان، ألاّ تألف التفاصيل المحيطة بسهولة، ومن الصعب أن تتجاوز ما للمكان من قدرات! فجولة في وسائل النقل المتاحة، بعد استراحة قصيرة في أماكن الانتظار المخصصة للركاب من طلاب وزائرين للمراكز الخدمية بالمدينة الجامعية، كفيلة بأن تتمسك بحق البقاء هناك.. للتأكيد على القدرة على صناعة غد أفضل. هذا ما تستشعره فوراً وأنت تتنقل ببصرك عبر النظر من نافذة الحافلة الكهربائية ومقاعدها الوثيرة. ستتردد في ذهنك عبارة تقول: هذا المكان، قطعاً، صنع للإنسان.