شاب، مثله مثل أي شاب في أي مكان في العالم، يدفعه الفضول لمتابعة ما يجري في الشارع. وكان هذا الحدث ماراثوناً مستهدفاً من قبل جماعة ما، لم يعرفها أحد. وحينما تفجّر المكان، لم يجدوا في كل هؤلاء الذين كانوا يتجمهرون لمشاهدة الفائزين، إلاّ هو ليكون المشتبه الوحيد. ولو لم يكن هذا الشاب سعودياً، لما توجهت إليه أصابع الاتهام، ولما تحولت تلك الليلة البوسطنية إلى مهرجان إخباري، تكررت فيه مفردة «سعودي»، مئات آلاف المرات.
المهرجان كان إخبارياً، ولم يكن رسمياً، فالمسؤولون الأمريكيون عرفوا للوهلة الأولى أن الشاب لم يكن سوى ضحية، كغيره من الضحايا، ولذلك قاموا بنفي كل الأخبار التي استندت على كلام العابرين في الشوارع المجاورة، لكن النفي لم يعجب مَنْ يتسابقون على واجهات المشاهدين لكي يظفروا بمتابعة أكبر قدر منهم، ولو كان ذلك على حساب مشاعر أمة بكاملها.
لا عواطف في التجارة،
لا عواطف في الإعلام،
و لأن الإعلام صار تجارة، فلا بدَّ أن يكون خالياً من العواطف بشكل مضاعف. ولا بدَّ أن العاملين فيه سيستخدمون كلَّ ما هو بعيد عن العواطف، مثل «التنكيت والتشفي والتميلح» واستغلال الضجة للمصالح الشخصية، أحسن استغلال. وسنقول لكل المنكتين المتشفين المتميلحين الاستغلاليين:
- عليكم بالعافية.
وسنعود نتابع الإخبار، فلربما يكون هناك سعودي آخر، هو الذي يهز الأرض جنوب شرقي إيران!.