الجزيرة - الرياض:
مركز الأمير سلمان الاجتماعي مؤسسة حضارية تُعبّر عن مدى الارتباط الوثيق بين القيادة السعودية وشعبها العريق، حيث فكر أهالي الرياض قبل عدة سنوات في تأسيس صرح اجتماعي يقدم خدمات إنسانية للعديد من شرائح المجتمع، وذلك تكريماً لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، فجاءت مبادرتهم لإنشاء هذا المركز، إلا أن الأمير سلمان أصر على أن يبادل الوفاء بالوفاء، فكان في مقدمة المساهمين وعلى رأس الداعمين ليصبح هذا المركز منارة حضارية ومَعلماً مهماً بالعاصمة.
والقسم النسائي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي يستعد حالياً لتنظيم النسخة الثانية من فعاليات ليالي التراث والثقافة عبر استضافة مملكة البحرين، وهي مناسبة يتم من خلالها استعراض جوانب تراثية وثقافية من دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي هذا اللقاء يسرنا أن نستضيف صاحبة فكرة ليالي التراث والثقافة سمو الأميرة المهندسة الجوهرة بنت سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيسة القسم النسائي بالمركز، حيث تلقي الضوء على هذه الفعاليات.
- ليالي التراث والثقافة فعاليات سنوية ينظمها مركز الأمير سلمان الاجتماعي في إحدى دول الخليج أو في دولة عربية أو إسلامية، من أين نبعت فكرة تنظيم هذه الفعالية المميزة؟
- كما تعلمين، أصبح الكون قرية صغيرة بسبب التقارب الحاصل بين الأمم والشعوب، وهذا بالطبع بسبب الثورة المعلوماتية التي شهدها هذه العصر، حيث زادت قنوات الاتصال السريعة، وظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل هذا الموج المتلاطم من الثقافات المختلفة والمتنوعة كان من الواجب أن يبادر الغيورون في الدول العربية والإسلامية لإطلاق مبادرة من هذا النوع للحفاظ على موروثنا الثقافي، فنحن لدينا تاريخ مجيد ونفخر بانتمائنا للدين الإسلامي الحنيف ونعتز كذلك بهويتنا العربية.. ثم إننا في دول مجلس التعاون الخليجي نُعد أسرة واحدة ومن هذا المنطلق حرصنا على ترسيخ وتوطيد أواصر العلاقة بين أبناء الأسرة الواحدة، وتجسَّد ذلك في هذه التظاهرة الثقافية التي يتبناها وينظمها مركز الأمير سلمان الاجتماعي ممثلاً بقسمه النسوي.
- كيف ترين سموك حضور المرأة الخليجية وإسهامها في ميادين الثقافة والفكر؟
- للمرأة الخليجية حضورها على الساحات الثقافية والفكرية والأدبية والعلمية، والمرأة باعتبارها نصف المجتمع تجد الكثير من الدعم من لدن القيادة، وها نحن في المملكة العربية السعودية نستشعر عظم المسئولية وحجم الثقة التي منحها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمرأة السعودية، ولعل آخر الشواهد على ذلك أمره الكريم بانضمام المرأة لعضوية مجلس الشورى وتبوئها الكثير من المواقع القيادية، وقد كانت المرأة السعودية في مستوى الثقة بحمد الله، فأصبحت تسهم في الكثير من الإنتاج الفكري والأدبي والثقافي والإبداعي, ولا أذيع سراً إذا ما قلت إننا في مركز الأمير سلمان الاجتماعي وتحديداً في قسمه النسوي نلمس وبشكل يومي موجات من الإبداع التي تنتجها المرأة السعودية في الكثير من المجالات أو منها على سبيل المثال لا الحصر الفن والإبداع أو الشعر والقصة وغيرها.
- بعيداً عن الهوية الثقافية والجوانب المتعلقة بإبرازها، ما الأبعاد الأخرى التي جعلتكم في مركز الأمير سلمان الاجتماعي تحتضنون ليالي التراث والثقافة؟
- على الرغم من أن هدفنا الأساس هو إيجاد حالة فنية وأجواء ثقافية وأدبية في دولنا، إلا أن هناك أهدافاً أخرى تتحقق بتحقق الهدف الأساس، ومنها فتح المجال للباحثين عن فرص العمل والكسب الحلال، فالنشاطات المتعلقة بتعزيز الهوية الثقافية وإبراز التراث من شأنها أن تفتح المجال لأصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة لعرض أعمالها ومنتوجاتها في ليالي التراث والثقافة والمناسبات المماثلة لها، وأنا على يقين بأنه متى ما لقي هذا القطاع المزيد من الاهتمام والرعاية، فذلك سيكون سبباً في توفير العديد من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، والدليل على ذلك ما وفرته الهيئة العامة للسياحة والآثار من فرص وظيفية منذ تأسيسها، وهناك أيضاً المناسبات الموسمية التي جعلت الكثيرين يرتبطون بأعمال ومهن مربحة، وعلى رأسها بالتأكيد المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية.
- على ذكر الجنادرية وقد انقضت فعالياتها منذ أيام قليلة، هل فكرتم باستغلال هذه المناسبة للمشاركة أو الترويج لإسهاماتكم في الحفاظ على الموروث الشعبي؟
- لا شك أن جميع السعوديين، أفراداً كانوا أو مؤسسات، يتوقون للمشاركة والإسهام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية باعتبارها مناسبة وطنية غالية تُعبّر عن القيم التراثية لوطننا العزيز، وأود هنا أن أنوه إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - للمهرجان تعكس مدى اهتمام ولاة الأمر بالتراث وإمكانية الاستفادة من أفضل ما قدمه الرعيل السابق من أعمال يُمكن تطويرها بما يتلاءم مع متطلبات العصر.
- في هذا العام تستضيف فعاليات ليالي التراث والثقافة مملكة البحرين.. كيف وقع اختياركم على البحرين؟ وما هي توقعاتكم لهذه النسخة؟
- أولاً أود أن أشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز - يحفظها الله - على رعايتها لحفل تدشين ليالي التراث والثقافة هذا العام، ولا أنسى أن أُثني على المجهودات التي بذلتها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة في مملكة البحرين، حيث قدمت الدعم والمساندة لفريق العمل وحرصت على المشاركة في هذه النسخة.. أما بخصوص اختيار الشقيقة مملكة البحرين، فقد وقع الاختيار منذ وقت مبكر، حيث قمنا بالتباحث مع سفارة البحرين في الرياض التي أبدت تعاونها واهتمامها فخاطبت الجهات المختصة في المنامة للإعداد والتجهيز للمناسبة والتنسيق معنا في المركز، وأنا واثقة بأن النجاح سيكون حليفنا - بإذن الله تعالى -، خصوصاً بعد نجاح تجربتنا السابقة حيث استضفنا دولة الكويت الشقيقة في النسخة الأولى من ليالي التراث والثقافة في العام الماضي 2012م، التي لقيت أصداءً واسعة وحظيت باهتمام كبير ومشاركة فاعلة من الأشقاء في الكويت، وعلى رأسهم سمو الشيخة الشاعرة سعاد الصباح التي أثرت الليالي بحضورها ومشاركتها المتميزة.
- ما أبرز فعاليات ليالي التراث والثقافة التي سيتم تنظيمها في نسخة هذا العام؟
- هناك معرض الوثائق والصور السعودية البحرينية وهناك أيضاً معرض الصور (لحظة.. pause) الذي سيتم تدشينه في اليوم الأول وهو يستعرض فنوناً معمارية من تراث مملكة البحرين ونماذج من البيوت البحرينية القديمة، ومعرض التراث الإنساني ومعرض صور الحرفيين ومعرض الأعمال الأدبية لشباب التاء بإلاضافة إلى عروض فلكلورية من الموروث البحريني، فضلاً عن الفعاليات التي اعتدنا على تنظيمها حيث سيتم مناقشة كتابين ثقافيين للشاعرة البحرينية ليلى المطوع واستعراض أعمال أدبية أخرى، كما ستحظى الفعالية بأمسية شعرية لسمو الشيخة الشاعرة لولوة بنت خليفة آل خليفة، التي تُشكّل إضافة هامة على فعاليات ليالي التراث، ولا يفوتني هنا أن أشكر لسموها تلك المشاركة والشكر موصول لكافة الأخوات المشاركات متمنية للجميع التوفيق والسداد.
- سمو الأميرة ما هي كلمتكم الأخيرة؟
- أولاً أود أن أُعبّر عن سعادتي البالغة وزميلاتي في القسم النسائي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي بأن وفقنا بتنظيم هذه الفعاليات، وأسأل الله أن يحالفها النجاح، ثم أنني أكرر شكري وتقديري لصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز على تفضلها برعاية هذه الفعاليات، كما أنني أرحب بضيوفنا الأعزاء من مملكة البحرين الشقيقة مثمِّنة لصاحبة الشيخة مي آل خليفة والوفد المرافق تشريفهم لهذه الفعاليات، وأشكر كذلك سمو الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية على الجهود المباركة التي بذلتها طواقم العمل بالسفارة والتي ساهمت في تذليل كافة العقبات، والشكر موصول لمقام إمارة منطقة الرياض وأمانة منطقة الرياض والشركاء الإستراتيجيين وشركاء النجاح للمركز وكافة الجهات التي تسهم معنا في الإعداد والترتيب، ولا يفوتني كذلك أن أُثني على الدعم والمساندة التي نجدها من إدارة مركز الأمير سلمان الاجتماعي برئاسة معالي الشيخ عبد الله النعيم، وأُوجه شكري الجزيل لسعادة الأستاذ خالد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة التي أبدت اهتمامها برعاية هذه الفعاليات إعلامياً، كما أنني أشكر كافة الوسائل الإعلامية التي تتابع هذه الفعاليات وتغطيها إعلامياً.