قد يحتاج المحققون الأمريكيون سواء الذين يعملون في دائرة التحقيقات الفدرالية FBI الشرطة الاتحادية أو الأجهزة الاستخبارية الأمريكية المتعددة وحتى الأجهزة الأمنية والشرطية في ولاية ميسيشوتس، إلى وقت طويل للوصول إلى من فجر القنابل يوم الاثنين الماضي وقت كانت مدينة بوسطن تحتفل بسباق المارثون السنوي.
التفجيرات تسببت في مقتل ثلاثة قتلى وقرابة 170 جريحاً، وحدثت أثناء سباق المارثون عند نهاية خط النهاية وفي بدايته وفي وقت متزامن، وبعد ذلك حدث انفجار في مكتبة جون كندي في المدينة نفسها.
التحقيقات الأولية كشفت بأن القنابل التي استعملت في التفجيرات بدائية الصنع، وتظهر أن من يقف وراء هذه التفجيرات غير محترف، وهذا ما يرجح استبعاد أن يكون وراء هذا العمل الإجرامي تنظيم إرهابي دولي، وأنه قد يكون هناك جهات داخلية أرادت أن تعبر عن رفضها لبعض الإجراءات والقوانين فاستغلت سباق المارثون لإعلان موقفها. إلا أن عدم إعلان أي جهة خارجية أو داخلية عن مسؤولية هذا العمل وأسبابه يجعل الأمر في دائرة الغموض، كما جعلت الدوائر الأمريكية المسؤولة بدءاً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما متحفظين وغير متسرعين في توجيه التهم لجهة بعينها مسؤولة عن هذا العمل الإجرامي الذي نغص كثيراً على الأمريكيين، وطبعاً سيسبب إحراجاً ما بعده إحراج للإدارة الأمريكية وللرئيس أوباما شخصياً الذي اتهمه خصومه الجمهوريون بأنه (ضعيف) في مواجهة ما يهدد الأمن القومي الأمريكي.
ورغم محاولة بعض الجهات العنصرية والمعادية تحويل أنظار الأمريكيين إلى الخارج، إلا أن الإدارة الأمريكية والمحققين الأمريكيين في FBI كانوا متحفظين جداً لأنهم لمسوا إشارات عديدة تجعل الكثير من الخبراء يميلون إلى ترجيح نظرية قيام جهات داخلية عن هذا العمل الذي تختلف التفسيرات الأمريكية حول توصيفه، إذ يختلف التفسير إذا كان العمل المنفذ من جهة داخلية وللمطالبة بقضايا داخلية يصنف كعمل إجرامي، أما إذا كان التنفيذ من قبل منظمة أو جهة خارجية لغرض مواقف سياسية فيصنف عملاً إرهابياً. وحتى تتكشف المعلومات ويصل المحققون إلى دلائل ملموسة لا تقبل التشكيك يحدد العمل، هل هو عمل إجرامي داخلي أم عمل إرهابي خارجي؟!
jaser@al-jazirah.com.sa