|
الدمام - فن:
يرى الملحن الموسيقي محمد السنان أن تطور الأغنية العربية، ينقسم إلى ثلاث مراحل تاريخية، أُطلق على الفترة من نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف العقد الثالث مـن القرن العشرين (العصر الكلاسيكي) وبعده يبدأ (العصر الومانتيكي) أو (الرومانسي) للموسـيقى والأغنية العربية، والذي ينتهي بنهاية العقد السابع من القرن العشرين، ثم يبدأ (عصر الانحطاط) رغـم أن هـذا العصر شهد تطوراً نوعياً فيما يتعـلق بالتوزيع الموسيقي الهارموني والبوليفـوني.
جاء ذلك خلال محاضرة قدمها في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام بعنوان «الفن العربي بين المحافظة والتجديد»، وأدارها المايسترو سلمان جهام.
ويضيف السنان أن كلمة «تطوير» الأغـنية أصبحت تعني تشويهاً لذلك الفن الجميل مـن قبل جيل لا يعرف من الموسيقى سـوى الإيقاعات الصاخبة والسريعة التي تخاطـب كعوب أقـدامهم وتهز أكتافهم.. وأن ما أطلق عليه تجاوزاً بـ «الأغنية الشبابية» ما هو في حقيقة الأمر إلا أعمال لا تسد رمق سامعها ونهمه الوجداني، فالسمة الغالبة للأغنية الشبابية هي الإيقاع السريع الراقص وكلماتها الجوفاء الركيكة المليئة بالإسفاف والقبح، وتلتحف بكساء مبهر ولكن لا كائن حي بداخله (على رأي الدكتور لطفي المرايحي).
وهذه نظرة وإن كانت قريبة جداً من الحقيقة والواقـع، إلا أنها لا تخلو من التجني على الجديد، ذلك لأنها لا تقـوم على أساس تقييم وتحليل علمي وموضـوعـي لأنها تفتقـر لأهـم أدوات النقد البناء، وبالتالي فهي نتاج تعصب أعمى لكل ما هو قديم بشكل مطلق ورفض لكل ما هـو جديد بشكل مطلق أيضاً، دون محاولة إخضاعه للنقد الموضوعي والتحليل الفني الذي لا يمكن لأحد غير أولئك الذين يمتلكون الثقافة الموسيقية التي تؤهلهم لإصدار أحكامهم على الجديد مـن حيث الجوده أو الرداءة الفنية خارج إطار التذوق أو المزاجية.