يستفاد من تقارير اقتصادية وملاحية جوية إن منطقة الخليج ستواجه مرحلة من الزحام الفضائي بعد عقد من الزمن نظراً لتطور صناعة النقل والمواصلات عبر الفضاء كوسيلة ناجعة وذات بعد اقتصادي واجتماعي آمن، فقد تحدثت التقارير المعززة بالإحصائيات والحقائق المرتكزة على دراسات علمية (نقلتها وسائل إعلامية متخصصة ونشرتها مؤخراً) عن أن العام 2025 تقريباً سيشهد ذروة الكثافة في استقبال وتوديع الرحلات الجوية عبر مطارات المنطقة التي لن تكون ـ بوضعها وإمكاناتها الحالية ـ قادرة على مواجهة تلك المرحلة، فما بوسعها أن تعمل؟ تجيب الدراسات على هذا السؤال بالقول: إنه لا بد لمواجهة مرحلة الازدهار المقبلة من التخطيط الشامل فوراً مع بدء تنفيذ الخطط كسباق مع الزمن الممكن لتنفيذها على أكمل وأفضل مما يخطط له، وأن تكون الخطط ذات نظرة مستقبلية بعيدة النظر، دقيقة وحكيمة، تنظر بعين المواطنة الصالحة الحقة تأخذ في الحسبان تطلعات ومصالح الأجيال القادمة التي ستكون في مجال المنافسة مع متطلبات واحتياجات الحياة العصرية والمرحلة التي يكدحون خلالها، فما يسمى بالبيئة التحتية هو مرتكز أساس لصناعة طيران على مستوى دولي في مجالات النقل والمواصلات، يتبع ذلك تحديث الطائرات واستجلاب المزيد منها لمواجهة الأعداد المتزايدة من المسافرين سنة بعد أخرى، وافتتاح المزيد من المسارات والخطوط بين نقاط السفر في المطارات الإقليمية والدولية تحسباً لازدحام منتظر بالطيران في السنوات القادمة، وإلاّ فلن تتمكن المطارات والشركات المحلية والإقليمية من المنافسة في ظل تصاعد نسبة حركة النقل والطيران في المنطقة، والأخذ بالحسبان القيود المتفق عليها دولياً على بعض وسائل النقل الجوي إن لم تكن بمواصفات ومعايير تحقق لها الدخول في إطار المنافسة والسماح لها بالإقلاع والهبوط في المطارات الدولية، ومما لا يجب الإغضاء عنه وتطرقت له التقارير آنفة الذكر أن منطقة الخليج تكتسب الآن أهمية متزايدة كنقطة ربط والتقاء (حلقة وصل) بين جهات دولية عدة بما يرشحها لأن تكون بعد عشر سنوات من الآن أهم نقطة التقاء وتواصل للنقل الجوي والطيران المدني عبر القارات، لذلك يبدو لزاماً على جهات الاختصاص هنا الاستعداد الجاد لمواجهة المرحلة المقبلة الهامة لصناعة وسوق الطيران بشقّيه النقل والمواصلات، وإن افترضنا سير الأمور بوتيرتها الحالية فإن المملكة وعددا من دول الخليج ستخسر فرصاً كبرىحرمها من مواكبة النقلات النوعية المستقبلية المأمولة والمنتظرة في ارتياد الفضاء للنقل والمواصلات الحديثة الملفتة، وسيشعر المتفائلون الآن ممن كانوا ينتظرون لمسات عاجلة على مطاراتنا وسبل التعامل مع تقنيات السفر والسياحة بأن جرعة التفاؤل يجب أن تتضاعف لترقى إلى المأمول لمراحل مستقبلية تؤكدها الدراسات والبحوث الاقتصادية المحايدة والتي تهتم بهذه الصناعة ولها نظرتها ومكاسبها من ترسم الخطط وإعداد البرامج التطويرية لخدمات النقل والسياحة بما يتماشى مع النظم والمعايير التي تلوح في الأفق، ويرى مختصون أنه من الحكمة بمكان أن تعاد دراسة الخطط المعدة (إن كانت قد أعدت بالفعل) أو حتى إلغاء بنود منها وإحلال البديل الأفضل المناسب للمرحلة المنشودة المرتقبة، ولا ضير في ذلك إنما الخلل في الاستمرار بالتأخر والقصور.
t@alialkhuzaim