مداخل المدن من المفترض أن تكون كغلاف الكتاب، ينال من العناية الفنية واللغوية أضعاف ما تناله الصفحات الداخلية، لكن مداخل الكثير من مدننا لا تحكي واقعها أبداً، ولعلّي أشير بمرارة إلى مدخل عاصمتنا الرياض الشمالي، هذا المدخل المهم جداً الذي تعبره آلاف السيارات يومياً. مدخل الرياض الشمالي لا نُطالب أمانة منطقة الرياض، وأمينها النشط الأخ العزيز المهندس عبد الله المقبل بأحواض الزهور وميادين الخضرة، وإن كان هذا مطلباً،
لكننا الآن فقط نريد من معاليه إلقاء نظرة عابرة وسريعة، ليكتشف أن هذا المدخل الحيوي تسكن جنباته عشرات محلات الشيش والمعسل وتوابعها!! هذا الوضع يُوحي لزائر عاصمتنا بأننا جميعاً مدمنون هذه الآفة السيئة، حوالي ثمانين محلاً للشيش والمعسل تحتل المنطقة الواقعة شمال طريق الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهي تُعد قريبة جداً من الأحياء، بل إن الأحياء الجديدة تقع أمامها وخلفها مباشرة، وهذا ما لا يرضاه مسؤول أبداً.
عمالة لا يهمها إلا جني المال بأي طريقة كانت تُحاصر أحياء مدينتنا، وتشوه مدخلها حري بأمانة عاصمتنا أن تعيد النظر فيها وتأمر فوراً برحيلها، فالأمر جمعَ بين السوءتين، سوءة تشويه مدخل العاصمة، وسوءة خطر الوباء.
إن أمانة منطقة الرياض تتحمَّل من المسؤوليات ما لا تتحمَّله أي أمانة منطقة أخرى، فهي الأكبر مساحة والأكثر عدد سكان، ومع كل هذا فإن الجهود المبذولة تُذكر فتُشكر، والجميع بدون أي مجاملة يُقدّر لمعالي المهندس عبد الله المقبل نشاطه، وتقبُّله لكل رأي فيه مصلحة لهذه المنطقة وساكنيها، ولهذا فإن مسؤولية المواطن والكاتب بشكل خاص كبيرة لنقل كل ملاحظة من شأنها تحسين الخدمات وتحقيق الغايات النبيلة التي تسعى لها الأمانة بتوجيه كريم من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، الذي بدأ من أول يوم استلم فيه مقاليد حكم المنطقة بزيارات واجتماعات مثمرة - بإذن لله -.
إنني أعتقد اعتقاداً جازماً بأن منطقة الرياض مقبلة على نقلة نوعية غير مسبوقة في أي عاصمة عالمية وذلك لسببين، السبب الأول: هذه الحماسة والصدق في العطاء من قِبل أمير المنطقة، وسمو نائبه، تنفيذاً لتوجيهات وتطلعات قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده.
والسبب الثاني: تلك المشاريع التنموية المعتمدة الكبيرة جداً والتي ستحوِّل العاصمة إلى عاصمة حديثة راقية مكتملة العناصر الحضارية، تلك المشاريع التي أكد سمو الأمير خالد بن بندر على أنه سيتابع تنفيذها شخصياً، وهذا أمر مبهج لنا وهو المتوقع من الأمير الذي عُرف بإخلاصه في كل عمل يُوكل إليه.
أختم هذه الأسطر بأمل، آمل أن تنظر إليه الأمانة عاجلاً ألا وهو سوء الصيانة لشوارع مدينتنا الرياض، حيث تكثر التشققات والحفر التي تسبب الكثير من المشاكل الفنية للسيارات، وربما الحوادث نتيجة محاولة السائقين تفاديها.
والله المستعان.
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118