لا أعتقد أنّه حدثت مفاجأة كروية في تاريخ الكرة السعوديَّة بضخامة وحجم فوز فريق الفتح الفريق الصاعد قبل أعوام بلقب الدوري السعودي الصَّعب والشاق..

* هو إِنْجاز أشبه بالمعجزة.. ممكن فريق كالفتح يخطف لقب مسابقة كأس.. وهذا وارد فهي مباريات قليلة يمكن عمل المفاجأة فيها.. لكن كسب بطولة الدوري المسابقة الأقوى والماراثون الكروي وبطولة النَّفْس الطويل.. هنا حدثت المعجزة الكروية..

* ما حدث مبهرٌ جدًا.. فرق لها صولات ولها تاريخ ولها اسمها الرنان وتحتل من الإعلام صدره ولها شنة ورنة.. عجزت عن حمل لقب الدوري منذ عقود.. وأصبح بالنِّسبة لها أشبه بالحلم.. مثل الأهلي الغائب عن الدوري منذ 30 عامًا والنصر الغائب عن الدوري منذ 24 عامًا وعن دوري المربع منذ 19 عامًا..

* ولو عمل استفتاء قبيل انطلاقة الدوري لترشيح الفرق المؤهَّلة لحمل لقب الدوري.. لكانت الترشيحات لا تتجاوز الهلال، الشباب، الاتحاد، الأهلي، بنسب مختلفة.. أما الفتح فنسبة ترشيحه ستكون صفرًا في المئة..

* حتَّى والفتح يقترب من ختام الدور الأول متصدرًا.. لم يكن أحد يجرؤ على ترشيحه للقب.. بل صنفه بعضهم (أرنب سباق).. شخصيًّا كنت ممَّن استبعد تمامًا فوزه باللقب.. ولكن الفتح بهمّة رجاله ومنسوبيه.. حقَّق الإِنْجاز الإعجاز.. ليثبت أن الفكر وحسن الإدارة وحسن توظيف الموارد الماليَّة القليلة.. كافية لفعل المعجزات..

حتى على الموت لا أخلوا من الحسد

عندما تعرض فريق النصر للضرب في موقعة زعبيل الشهيرة وقف معه الوسط الرياضي والأندية قاطبة وقفة واحدة بصفته فريقًا سعوديًّا تعرض للإهانة والإذلال.. حتَّى وصل رد الفعل إلى تعليق مشاركات الفرق السعوديَّة في البطولة.

* ولم يتوَّقف أحد ويقول: لماذا الاعتداء على النصر فقط.. وأن الأندية الأخرى لم يحدث لها ذلك.. ولم يقفوا حتَّى عند التقارير التي تتهم طبيب الفريق أنّه هو الشرارة التي أشعلت الأحداث..

* حاليًا وبعد ما تعرض له الهلال من سوء ضيافة واستقبال وممارسات غير رياضية في رحلته إلى إيران.. وبعدما اقترح رئيس الهلال في عمل تكتل خليجي لمطالبة الاتحاد الآسيوي للتصدّي للممارسات الإيرانية والمطالبة في إبعاد فرقها عن المجموعات الخليجيَّة.. ونقلها إلى مجموعات وسط آسيا..

* ظهرت أصوات سعودية تتهكم وتتندر وتعترض.. بحجة أن الفرق السعوديَّة الأخرى لم تَتَعرَّض إلى ما تعرض له الهلال.. وأن الهلال لا بُدَّ أنّه يتحمل السبب!.. وكأنهم يحسدون الهلال على معاناته!!..

* وهذا تنصل وتخاذل في مناصرة فريق وطني ويمثِّل المملكة خارجيًّا.. والردّ على هذا الادعاء.. أن الهلال أيضًا سبق ولعب في إيران ولم يجد أيّ مشكلات.. وفرق أخرى شاركت ووجدت استقبالاً سيئًا ولعل ما حدث في مباراة النصر مع الاستقلال قبل موسمين وكيف تحوَّلت المباراة إلى أشبه بمظاهرة سياسيَّة تنال من الخليج وأنظمته السياسيَّة..

* على كلّ حال ما يحدث في ملاعب إيران وسوء الاستقبال أحيانًا.. هو نتيجة ضعف وتواطؤ الاتحاد الآسيوي.. بدليل أن الهلال تَلقَّى ردًّا من الاتحاد الآسيوي.. يقول فيه: إن الاستقبال كان جيّدًا.. أما الممارسات الطائفية فتمت بموافقة الاتحاد الآسيوي!..

* المصالح الانتخابية قد تكون سببًا لهذا الضعف أمام العبث الإيراني.. ومع هذا نرجو أن ردود الفعل هذه الرافضة للتصرَّفات الإيرانية تحمل الاتحاد الآسيوي للتعامل بجدية لردع هذه التصرَّفات الإيرانية وتحجيمها..

هلال آزادي

كيف جدَّد الهلاليون آمالهم في التوقيت والمكان الصَّعب بعد أن كان قاب قوسين ويخرج من الآسيوية.. وكيف أثبت فريقهم أن لديه الكثير.. حدث هذا عندما تصهر الموهبة الفردية في الإطار الجماعي..

* روح عالية إصرار وإرادة قوية.. انضباط في الملعب كرة سلسة وجماعية.. الابتعاد عن التفلسف والفردية والحركات الاستعراضية والرتم البطيء.. بالعوامل السابقة تكافأت القوى بين الهلال والاستقلال.. وتميز لاعبو الهلال بالمهارة فحسموا النتيجة..

* الثلاثاء القادم ستكون (حاسمة العين).. وإذا لم تغط جماهير الهلال كافة مقاعد استاد الأمير فيصل فمتى ستفعل..؟! الفريق وضعه جيّدٌ.. هو فقط بحاجة إلى دعم جماهيري فعّال..

ضربات حرة

* لجنة المنشطات بعد إعادة تشكيلها.. لا حس ولا خبر!!.. الآن الحاجة إلى اللَّجْنة أكثر إلحاحًا خصوصًا على نهاية الموسم.. فلتمارس دورها بالردع ولو بالتصريحات والزئير من بعيد.. بدلاً من الصَّمت المطبق..

* محمد نور استفاد ماديًّا في تسجيله للنصر.. يبقى النصر استفاد كما يقال (شو إعلامي).. وتبقى الفائدة الفنيَّة يحدِّدها أرض الميدان.

* لا مصلحة للهلال في نبش موضوع المدرِّب حاليًّا.. زلاتكو المدرِّب الشاب والطموح الآن يسير بالفريق بِشَكلٍّ جيّدٍ.. وتجربته لا زالت ناجحة.. وبعد آخر صافرة بالموسم سيكون التقييم النهائي.. فدعوه يعمل من دون ضغوط أو قلق.

* ياسر الشهراني متميِّزٌ في اللعب كظهير أيمن وأيسر.. ولكن تميزه الكبير والواضح كظهير أيسر..

* رئيس النصر يصرح ويتحدَّى (تلفظ عبدالغني على أمين المنشطات وعاقبة الانضباط وتلفظت مثله ولم تعاقبني اللجنة).. هنا إقرار أن عبدالغني نال من أمين اللجنة.. بعد كانوا يقولون إنّه لم يقابله وتارة يقولون: لم يتفوه ضِدِّه بشيء!!..