|
الجزيرة - علي بلال - عبد الله أباالجيش:
أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أن أعداد المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وصلت إلى 148.229 مبتعثا ومبتعثة، وأن أكثر من 47 ألف مبتعث ومبتعثة تخرج منه منذ عام 2007م وحتى عام2013م.
وقال العنقري في كلمته التي ألقاها أمس خلال افتتاحه المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الرابعة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي تحت شعار «المسؤولية الاجتماعية للجامعات «، بمشاركة 436 جامعة ومؤسسة عالمية وعربية من 37 دولة من، إلى جانب 51 جامعة ومؤسسة سعودية وذلك بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، إن تمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمرحلة ثالثة منجز حضاري ضخم على مستوى التعليم العالي، مؤكداً أن هذا التمديد سيفتح آفاقاً لطلاب المملكة للمزاوجة بين التجربة المحلية والتجربة العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد العنقري اكتمال منظومة الانتشار الجغرافي والتوزيع الإنمائي للتعليم العالي في مدن ومحافظات المملكة، وقال: بعد أن شّيدت المملكة المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية في كل أنحاء المملكة، تبذل الآن جهوداً كبيرة في تعزيز ثقافة الجودة وتقنين ممارساتها في جميع الأقسام الأكاديمية والمؤسسات الجامعية الحكومية والأهلية؛ حتى تحولت هذه الجامعات بالتخطيط السليم إلى مراكز تنموية شاملة، وأصبحت لها بصماتها في صناعة اقتصاديات مناطق المملكة وإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الإيجابي نحو بيئة معرفية منتجة.
وأضاف: إن ميزانية الخير والنماء المخصصة للتعليم العالي لهذا العام كانت الأضخم؛ مما يحفز على استكمال المشروعات الجامعية لأعلى المواصفات العالمية المحققة لأهداف وغايات التعليم العالي، مبيناً أن هذه الميزانية تشكل10% من ميزانية الدولة البالغة 820 مليار ريال سعودي.
وأكد العنقري أن منظومة التعليم فوق الثانوي تسهم في نمو المعرفة وإنتاجها وتسويقها، مشيراً إلى أن الجامعات السعودية تتمتع بموارد مالية سخية تتيح لها الاستقرار والتخطيط السليم، لافتاً الانتباه إلى أن الحراك المتسارع وغير المسبوق لمسيرة التعليم العالي في المملكة يهدف إلى إعداد أجيال داعمة للتنمية الشاملة والمستدامة، ومخلصة لقيادتها معتزة بانتمائها لهذا الوطن، وملتزمة قبل ذلك بقيم الإسلام السمحة الداعية إلى الخير والسلام.
وحول الجامعة السعودية الإلكترونية، بين وزير التعليم العالي أن دخولها يمثل نمطا جديدا من التعليم إلى فضاء التعليم العالي السعودي، حيث إنه روعي في برامجها الأكاديمية أن تكون وفق أفضل المواصفات العالمية وملبية للاحتياجات التنموية لتنضم إلى شقيقاتها الجامعات الحكومية في تقديم تعليم عال نوعي ومنافس لأبناء المملكة والمقيمين بها.
وأكد العنقري أن وزارة التعليم العالي حرصت على أن يحمل شعار المؤتمر هذا العام عنوان «المسؤولية الاجتماعية للجامعات»، مشيراً إلى أن موضوعات المؤتمر تتمحور حول مناقشة التحديات والقضايا المتعلقة بدور الجامعات تجاه مجتمعها، وعرضا للحلول والمقترحات والتجارب والخبرات، إضافة إلى عرض نماذج حديثة لتطبيقات المسؤولية الاجتماعية في الجامعات الرائدة عالمياً وسبل استفادة جامعات المملكة من تلك التجارب للنهوض بهذه الوظيفة وفق المعايير الدولية والاتجاهات الحديثة لوظائف الجامعات مع مراعاة الاحتياجات المحلية، وطرح مبادرات تطويرية، ورصد الدعم المالي اللازم.
وأشار العنقري إلى أن تنظيم الوزارة لورشة العمل التخصصية في المسؤولية الاجتماعية للجامعات على هامش المؤتمر والمعرض دليل على أهمية الموضوع والدور المأمول الذي يجب أن يتم تعزيزه واضطلاع الجامعات السعودية به.
وأوضح العنقري أن تنظيم المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي يمثل حلقة وصل بين مؤسسات التعليم العالي المختلفة في الداخل والخارج، إذ يعدّ قناة رئيسة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والبحوث بين الجامعات السعودية ونظيراتها العالمية؛ مما يؤدي إلى مزيد من التعاون بين المؤسسات الأكاديمية على كافة الأصعدة، مشيراً إلى أن ورش العمل والأوراق العملية تتيح لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات اكتساب الحديث من التوجهات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
عقب ذلك ألقى رئيس الجامعة الوطنية في سيئول بكوريا الجنوبية الدكتور اوه يون تشيون كلمة بين فيها دور التعليم العالي في الوقت الحاضر في ظل مفهوم العولمة الذي فرض توحد المعايير على مستوى العالم في التميز الأكاديمي والمخرجات والمنجزات والقيم؛ مفيداً أن المنافسة الدولية أنتجت تركيزاً متزايداً على مخرجات البحث العلمي، وقلّلت التركيز على الجودة بما فيها القيم الأساسية ورعاية التعليم، حيث تفشت النزعة الفردية في التعليم وجمع المكتسبات الفردية.
وأوضح أن مؤسسات التعليم العالي تجد صعوبة في إيجاد معادلة بين التميز الأكاديمي والمنافسة الحقيقية من جهة والمسؤولية الاجتماعية للقيم المتعارف عليها من جهة أخرى، مشدداً على أن مؤسسات التعليم العالي يجب عليها الاهتمام برسالتها في خلق القيم والتوسع فيها، والتغلب على الصعوبات المتمثلة في المنافسة.
ودعا تشيون الجامعات لضرورة التعاون الدولي بينهن, مشددا على أهمية تركيز مؤسسات التعليم العالي على التعليم العام والقيم الإنسانية العالمية التي تقود إلى طريقة متفتحة الذهن للتعليم العالي، والمحافظة على التنوع الثقافي والأكاديمي الجغرافي وتعزيزه ليفرز تخصصات متعددة وشاملة.
وأكد أن القيم المحلية هي نقطة الانطلاق للقيم العالمية، حيث إن القيم العالمية تؤثر في القيم المحلية؛ فكل بلد وكل ثقافة يجب أن تكون فخورة بقيمها المحلية، متوقعاً أن تقوم مؤسسات التعليم العالي بدورها الحيوي في إطار المسؤولية الاجتماعية من خلال تميزها الأكاديمي، وصنف الجامعات إلى «جامعات رائدة عالمياً، وجامعات تركز على الأولويات المحلية، وجامعات محلية»، لافتا الانتباه إلى أن هذا التصنيف يشير إلى الأدوار الرئيسية للجامعات، وأن الروح التي تسود الجامعات كلها، هي الإسهام في جعل طلابها يحققون الانسجام على مستوى العالم، مع ضرورة بذل الجهود لتطوير فهم العدالة الاجتماعية حتى يرى الطلاب أبعد من احتياجاتهم الفردية، وتحويل ما تعلموه إلى عمل.
وأبان رئيس الجامعة الوطنية في سيئول أن خريج مؤسسة التعليم العالي يجب أن يتحلى بنظام للقيم يكون منصفاً في حكمه على الأمور، مفيدا أن موضوع المؤتمر هذا العام مهم جداً، مشيداً باهتمام المملكة بموضوع المسؤولية الاجتماعية للجامعات، واهتمامها بقيم الابتكار وترقية مستوى جامعاتها.
وأبدى الدكتور تشيون إعجابه بما قطعته المملكة من خطوات في مجال المسؤولية الاجتماعية للجامعات.
بعد ذلك ألقى رئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» محمد بن حمد الماضي كلمة أكد فيها على الجهود التي يبذلها وزير التعليم العالي الدكتور خالد الملحوظة في تطوير منظومة التعليم العالي السعودي.
وبين الماضي أن شركة سابك حرصت على المشاركة مع وزارة التعليم العالي في دعم مسيرة التعليم العالي، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي تقوم بدور كبير في نسيج المجتمع في إطار مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحيط بها, كونها توجه طلابها إلى التفكير خارج أسوار الجامعة، وتتيح للطالب الفرصة والموارد ليلعب دوره بشكل جيد.
وفيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية في سابك قال: «إن الشركة تستغرق وقتاً وجهداً في الشراكة مع الجامعات لتوفير الدعم للطلاب السعوديين الذين يبحثون عن فرص تعليمية داخل المملكة أو خارجها، ولا تقف جهود الشركة عند الدعم فقط، بل تنسّق سابك مع الجامعات لترجمة احتياجات سوق العمل إلى برامج دراسية وخطط محددة لتأهيل الطلاب لسوق العمل».
وأفاد أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن أبرز ما يواجه مؤسسات التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين هو عدم الربط بين معدلات التخرج واحتياجات سوق العمل، مبينا أنها قضية لا تؤرّق المملكة فحسب، بل تمتد إلى دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط والعديد من دول العالم المختلفة، منها سنغافورة وكوريا الجنوبية، لافتاً الانتباه إلى أن المملكة تمتلك الموارد والإخلاص لتجاوز هذه العقبة.
وأشار الماضي إلى برنامج المنح الدراسية الذي تتبناه شركة سابك، باستقطاب الطلاب السعوديين المتميزين الراغبين في إكمال دراساتهم في التخصصات التي تعلن عنها الشركة، حيث إن البرنامج يدعم مكانة الشركة كشريك لمؤسسات التعليم العالي السعودي.
وفي ختام حفل الافتتاح قام وزير التعليم العالي بقص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض ثم تجول والحضور في المعرض وشاهدوا ما يحتويه من أجنحة للجامعات والجهات الحكومية المشاركة.