أول من يجب أن نوقف منحه لقب (دكتور) هو الطبيب المعالج الذي لا يحمل درجة الدكتوراه في تخصصه.. ومع ذلك تجد الجميع يغدق عليه عبارة (يا دكتور) في كل الأوقات!.
طبعاً الأطباء «مبسوطين» على هذه (المنحة) من المرضى ومن المجتمع بأكمله، بل حتى من وسائل الإعلام، والعجيب أن أول من يطالب بوقف انتشار (الألقاب العلمية) دون درجات ومراتب علمية مستحقة هم الأطباء.
يقال إن لقب (دكتور) أطلق للمرة الأولى العام (1340م) بحسب بعض الروايات.. والعجيب أنه كان بالفعل درجة علمية (رفيعة) مرتبطة بعلوم الطبقة (المخملية) من الفلاسفة والقانونيين ولا علاقة له بالأطباء إطلاقاً، إلا بعد العام 1375م عندما عُرف به المعالجون كدرجة علمية تقديرية.
اليوم تشعر أن بعض من يحملون شهادات الدكتوراه حصلوا عليها من جامعات تعود للعصور الإغريقية، أو الوسطى، بسبب أسماء جامعاتهم التي تحتاج إلى (خدمة جوجل) للبحث ومعرفة مكانها، لأنها موغلة في قرى أو مدن علمية بعيدة عن العواصم ويصعب التشكيك في مصداقيتها أو الاعتراف بها.
وهنا أقترح أن نضيف إلى عملية البحث عن مدى الاعتراف بالشهادات ومصداقيتها، تخصص (الرسائل العلمية) وطريقة مناقشتها.. لأن هذه مشكلة جديدة لا يلتفت إليها الكثير من الناس، فمواضيع بعض (رسائل الدكتوراه) تصيبك بالصرع والضحك المفرط، وتصلح أن تكون مادة للتفكه، فليس الحصول على اللقب بالخطوات المتبعة والنظامية كافياً (بجدارة المؤهل).. بل إن الموضوع المختار (حتى لو تمت الموافقة عليه من لجنة علمية) هو الفيصل بمدى استحقاقك للقب بجدارة؛ بعد الاعتراف بالشهادة يجب البحث عن عنوان وموضع الرسالة.
هناك شهادات وهمية لدرجات علمية، وهناك عقول واهمة بحصولها على درجات علمية، والفرق بينهما كبير، فقد تقول لصاحب الشهادة: يا دكتور, يا سعادة الدكتور، يا معالي الدكتور هذي (قوية شوي) بس نمشيها عشان معاليه، يا فضيلة الدكتور (هنا ما نقدر نعديها) دكتور، يعني دكتور ما يحتاج لها كلام!!.. لكن في نهاية المطاف الدكتوراه (علم يكتسب) وليست مجرد (لقب يمنح).
وأنا هنا أحيي وزارة التربية والتعليم، فرغم أنها مثال حي (لكثرة الألقاب).. إلا أنها مثال فاعل لمعالجة ومنع استغلال غير المعترف به من هذه الألقاب.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com