|
الجزيرة - محمد السنيد:
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز (يرحمه الله) عن والده الملك عبد العزيز طيب الله ثراهما، في مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة، وقال سموه في حديث نُشر في كتاب: (المؤسس في عيون أبنائه وأحفاده). الذي صدر هذا العام.
كان دخول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - إيذاناً بتحولات حضارية يترقبها هذا الوطن الكبير وموعداً لقرارات حاسمة ومهمة تخص إنسان هذا الوطن، وكان أمام عبد العزيز - طيب الله ثراه - مهمة تاريخية رائدة، أن يوحد البلاد، ويثبت التوحيد.
وحدة الوطن المترامي الأطراف وصياغته في كيان ذي هوية وتميز وثقافة جديدة، وتثبيت التوحيد بإعلاء كلمة الله، وتحكيم الشريعة، واتخاذ القرآن الكريم دستوراً ومنهجاً للحياة.. ومنطلق ذلك كله الإنسان، المؤهل، المتعلم القادر على العمل، المتفهم لمهمته في بناء هذه الدولة الإسلامية العصرية.
وقال سموه: كانت المهمتان تمثلان التحدي للقائد ورجاله الأوفياء واتخذ القائد البطل المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - لذلك منهجاً موفقاً في بناء الدولة والإنسان معاً، فأوجد رحمه الله: الهجر لتوطين أبناء البلاد ولينعموا بالاستقرار، وهيأ لهذه الهجر القاضي والمحكمة والمدرسة، واختط لكل فرد من أفراد الوطن أرضاً زراعية، ثم خلص إلى التعليم فأنشأ المعاهد والمدارس، وأرسل الطلاب النابهين في الدراسة إلى الخارج، وجلب كبار الدعاة والمعلمين ليشرعوا في تكوين منهج دراسي خاص بهذه البلاد، ونهض بالقوة العسكرية وكلف من قادته ورجاله، ومن تمكن لبناء القوات العسكرية السعودية، ووضع لها نظاماً وسن لها لوائح كانت مثار تقدير الجميع.
وأكد سمو الأمير بدر بن عبد العزيز أن المؤسس بنى مؤسسات الدولة المختلفة لتقوم بإرساء دعائم الدولة وتنهض بمهمات البناء الحضاري للوطن كافة.
وأقام علاقات دبلوماسية متميزة مع الدول كافة، حيث أصبحت المملكة بفضلها دولة ذات منهج سعودي رشيد، يمثل الاعتدال والتعاون فيما ينفع المجتمع الدولي. مبيناً أن كل تلك المهمات أوجدت إنساناً يعمل من أجل مبادئه ومثله، ويجتهد في بناء وطنه ودوام نهضته وعزته حتى تحقق لبلادنا الخير، وكان ذلك بفضل الله ثم بفضل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه -.
وشرع - رحمه الله - يرعى بناء القوة العسكرية القادرة على الحفاظ على هذا الوطن ومثله ومبادئه ومكتسباته.. وكان الحرس الوطني مؤسسة حظيت باهتمام المؤسس ورعايته عندما كان يعرف بـ(ديوان المجاهدين) حتى أعلن في عهد الملك سعود - رحمه الله - تسميته (الحرس الوطني).