الجزيرة - الرياض:

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- توجيهات عاجلة لمعالجة الطلب المتزايد على الأسمنت وتأمينه لجميع المواطنين في ظل النمو العمراني المطرد وما تم اعتماده من مشاريع للبنية التحتية الحكومية.

وأوضح وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أن التوجيه الكريم سينهي ما يشهده السوق المحلي حالياً من شح في الأسمنت بإلزام جميع المصانع بسرعة استيراد ما إجماليه 10 ملايين طن إضافية من الأسمنت لتغطية احتياجات أسواقها بالإضافة إلى ما تنتجه حالياً، وكذلك يتضمن حلولاً طويلة الأجل لتلبية احتياجات السنوات القادمة بسرعة إنشاء ثلاثة إلى أربعة مصانع جديدة وبشكل عاجل بطاقة إنتاجية 12 مليون طن سنوياً، كما أنه تم اعتماد مبلغ ثلاثة مليارات ريال لدعم هذا البرنامج لمدة ثلاث سنوات.

ويأتي هذا التحرك، ضمن حلول تستهدف الإسراع في تعزيز المعروض في سوق الأسمنت المحلية، والمساهمة في استقرار الأسعار بشكل أكبر في هذه الفترة، وذلك بعد بوادر أزمة جديدة في كميات الأسمنت ظهرت في الأسواق المحلية والمتمثلة في عودة قوائم مواعيد الانتظار لدى الموزعين للحصول على السلعة، نتيجة ارتفاع معدل الطلب الحقيقي على السلعة مقابل النقص المعروض الذي تعانيه السوق في الوقت الراهن في ظل الطفرة العمرانية التي تشمل معظم المناطق في السعودية وجميع القطاعات تقريبا، يقابله عدم إصدار أي تراخيص جديدة لإنشاء مصانع أسمنت أو السماح للمصانع الحالية بالتوسع لتعزيز الإنتاج المحلي.

وكانت مصادر مطلعة قد أكدت لـ»الجزيرة» في وقت سابق أن الحل لانفراج أزمة الأسمنت التي نشأت في الأسواق المحلية حاليا تتمثل بتحفيز استيراد الأسمنت من خلال رفع هامش الربح للمستورد أو إطلاق برنامج دعم حكومي يسهم في حل الأزمة يحمل من خلاله الدولة جزءا من تكلفة قيمة الكيس.

واستبعدت المصادر ذاتها وجود أسباب مفتعلة داخل السوق، مبينة أن السبب يعود في الأساس إلى الطلب الحقيقي على السلعة الذي يفوق حجم إنتاج مصانع الأسمنت حاليا، الذي حفزه تسارع صرف قروض صندوق التنمية العقاري، وتشجع القطاع الخاص في دخول المشاريع العقارية، إلى جانب استمرار برنامج الإنفاق الحكومي. وأشارت المصادر في هذا الصدد إلى أن الوزارة مهتمة بمتابعة الأزمة وتهيئة السبل لحلها من خلال التأكيد على الشركات بضخ المزيد من إنتاجها في السوق للسيطرة على الأسعار أو بالتشجيع على الاستيراد من الخارج، مشيرة إلى أن هذه الخطوات من شأنها المساعدة على سد النقص، إلى جانب تكثيفها لمستوى الرقابة على الأسواق المحلية ومعاقبة كل من يحاول أن يخزن أي كميات كبيرة من مادة الأسمنت بهدف إيجاد سوق سوداء يستغل من خلالها حاجة المستهلكين من السلعة وبيعها بأسعار عالية.

أمام ذلك، نوه الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض بالتوجيهات العاجلة من لدن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمعالجة الطلب المتزايد على الأسمنت وتأمينه لمواجهة احتياجات جميع المواطنين وتغطية النمو العمراني المتزايد وتلبية متطلبات تنفيذ مشاريع البنية التحتية الحكومية التي اعتمدتها الدولة. وقال الزامل إن هذه التوجيهات الكريمة العاجلة لمواجهة النقص في مادة الأسمنت يجسد استشعار خادم الحرمين الشريفين، لاحتياجات ومتطلبات المواطنين، كما تؤكد أنه -أيده الله- «لصيق بنبض شعبه مشغول بكل ما يوفر راحتهم ويلبي متطلباتهم، وهكذا تعوّد المواطنون على تجاوب قائدهم مع حاجاتهم وتطلعاتهم وكل ما يحقق لهم الخير والرفاهية والعيش الرغيد». وتابع رئيس غرفة الرياض أنه وقطاع الأعمال يقدرون بكل اعتزاز هذه التوجيهات الكريمة التي تعالج بطريقة حاسمة وناجعة مشكلة شح الأسمنت، وهو ما يؤكد حرصه -أعزه الله- على تحقيق مصالح المواطنين وتخفيف ما يعانونه جراء تناقص هذه المادة في السوق المحلية، فضلاً عن تضمن التوجيهات إجراءات أخرى للحلول طويلة الأجل التي تعمل على إيجاد حل جذري للأزمة في المستقبل -إن شاء الله-. وعبر الزامل عن تقديره لوزير التجارة والصناعة الذي أوضح أن التوجيه السامي سينهي المشكلة على مرحلتين، عاجلة بإلزام جميع المصانع بسرعة استيراد ما إجماليه 10 ملايين طن إضافية لما تنتجه حالياً، والثانية طويلة الأجل لتلبية احتياجات السنوات القادمة بسرعة إنشاء ثلاثة إلى أربعة مصانع جديدة وبشكل عاجل بطاقة إنتاجية تبلغ 12 مليون طن سنوياً.