أربكت تصريحات وأفعال (جبهة النصرة) في سوريا المعارَضَة السورية بكل فصائلها الوطنية، من الائتلاف الوطني السوري والمجلس الوطني السوري، وحتى الإخوان المسلمين في سوريا؛ فقد ارتكبت جبهة النصرة خطأً استراتيجياً وسياسياً، أثار كثيراً من التساؤلات حول دور هذه الجبهة؛ فقد أدى ما يسمى بـ(البيعة لأيمن الظواهري) ولتنظيم القاعدة إلى ارتباك وتشويش، سينعكسان سلباً على الثورة السورية؛ إذ عززت هذه الخطوة ومبايعة تنظيم إرهابي دولي، وأداء بيعة الولاء والطاعة لشخص مشبوه، له علاقة بقوى إقليمية، لها أجندات طائفية باتت مكشوفة، من مبررات بطش النظام السوري؛ فتنظيم القاعدة الذي يدير نشاطه أيمن الظواهري له ارتباط بنظام الملالي في إيران، هذا النظام الذي يدعم نظام بشار الأسد بالمال والسلاح، ويرسل مقاتلين لقتل الشعب السوري، فكيف يستوي أداء البيعة لمن يعمل ويسعى إلى إجهاض الثورة السورية ويقتل شعبها؟!
ثم إن إعلان الارتباط بتنظيم القاعدة والولاء لأيمن الظواهري، والقول بأن جبهة النصرة تعمل على إقامة دولة طائفية دينية، تطبق أساليب ونظم دولة الطالبان التي قُضي عليها في أفغانستان، يؤكد مزاعم نظام بشار الأسد، ويؤكد مخاوف الأقليات السورية من العلويين والمسيحيين والدروز وحتى الأكراد؛ ولهذا فإن الكثير من المحللين يرون في خطوة جبهة النصرة هذه تخريباً لمجهود الثوار السوريين، وأن أفضل ما يمكن أن يقوم به من يقود هذه الجبهة الإعلان التنصل فوراً من هذه البيعة التي لا قيمة لها، ولا تخدم تطلعات الشعب السوري، بل تعد عملاً تخريبياً يجهض الثورة السورية؛ ولهذا فإن إعلان التوبة والتبرُّؤ من البيعة لتنظيم إرهابي هو ما يجب أن تعلنه جبهة النصرة؛ حتى لا ينفض السوريون عنها، ويصدقوا مزاعم نظام بشار الأسد.
jaser@al-jazirah.com.sa