زوار الجنادرية من العائلات لايجدون فسادا كما يدعيه البعض ولايمكن اتهام مئات العائلات بأنها ترتاد أماكن الفساد كما يحلو للبعض إطلاق التهم جزافا ولقد استمرأوا إطلاق قذائف الفساد على كل تجمع ثقافي أو ترفيهي حتى وإن كان يشرف عليه فئة منهم!!
ومعرض الكتاب خير مثال حيث يتعرض كل عام لغارات الذين يضيق أفقهم بكل ما لايأتي على هواهم يكرهون محافل الفرح والبهجة ويحاولون إبعاد الناس عنها! زوار الجنادرية بمئات الآلاف ولم يشاهدوا هذا الفساد الذي يتحدث عنه البعض، مما دعاهم للتحذير من الذهاب للجنادرية! إلا إذا كان لأولئك عيون غير عيون البشر ترى مالا يراه الناظرونا! في أي تجمع بشري لابد أن تحدث مشكلات أو تجاوزات وما قد يحصل في الجنادرية هي حالات فردية يرفضها الزوار وقبل ذلك المسؤولون ولا يرضون بها-إن وجدت- ومن يغشى الجنادرية سوف يعتاد أن يرى أفراد الحرس الوطني قد أمسكوا بشاب إذا ما أساء التصرف! النظر للناس بعين الريبة هو أساس كل بلاء ومحاولة تشويه جهود الآخرين والنيل من نياتهم وبهتانهم بإلقاء التهم جزافا ودون خوف من الله هي معضلة البعض مع نفسه قبل أن تكون مع الآخرين. لا يمكن السيطرة بشكل كامل على أي مكان يرتاده الناس، والتوقع أن الجميع سوف يكونون ملائكة فذلك مخالف لسنة الله في خلقه! وليس الحل بالمنع أو الالغاء كما يطالب البعض وإلا فإن ذلك يعني أن نقفل الأسواق والتنزه على الشواطئ والشاليهات العائلية والحدائق العامة والمدن الترفيهية التي تملأ الرياض وغيرها! إنها نظرة قاصرة للأمور فما سيحصل فيما لو حدثت تجاوزات طبيعية بمعنى أنها من طبيعة التجمعات والتفاعل البشري المعتاد! فحتى المدارس تحصل فيها مشكلات فهل يعني ذلك أن نتهم المعلمين بأنهم فاسدون لمجرد وقوع حادثة في مدرسة أو ندعو لإلغاء المدارس! هناك فئات تفسد على الناس فرحتهم وهؤلاء موجودون في أي تجمع، ومنهم شباب وفتيات يتجاوزون الخطوط الحمراء بإثارة الفوضى! ولكن تلك الحالات القليلة يتم التصدي لها، ولا يجب أن نتخذ منها ذريعة للتعميم وبهتان الناس وتشويه سمعة الأشخاص أو المكان! في المقابل يجب أن لا نقلل من جهود الهيئة والتي تسد في الجنادرية وخارجها فراغا في التزام الناس بحسن التصرف.
إن استغلال حادثة لا دخل للمنظمين فيها هو نوع من البحث عن الهفوات وتكبيرها وتعميمها لهدف في نفس يعقوب! وإني أتساءل ماقيمة حادثة واحدة خارجة عن السياق ومخالفة للنظام العام للاحتفال وحدثت بدون موافقة المسؤولين، إذا عرفنا أن أياماً وليال مضت ولم تسجل حادثة واحدة يمكن تصويرها والحديث عنها! وبحسبة بسيطة علينا أن نعرف ماهي نسبة الذي يفسدون الفرح والبهجة بتجاوزاتهم مع نسبة الذين يحضرون للجنادرية يستمتعون بهذا المهرجان الكبير! هناك من يفسدون كل محفل يغشونه بسلوكياتهم التي يمارسونها لأن ذلك يجلب لهم المتعة وهم يكسرون قواعد الحياء!
في الجنادرية تجد العائلات متنفسا لها وهناك فئتان تتربصان بهذا الفرح لتحاول أن ترمي (كرسي في الكلوب) بحسب المصطلح المصري! الفئة الأولى هي أولئك المتوجسون المشككون في نوايا الناس وتصرفاتهم، يحاولون أن يصموا كل محفل ترفيهي أو ثقافي رغم أن فئة منهم تشارك في الإشراف عليه إلا أنهم يصرون على وصمه بالفساد! وبهذا المعنى فهم يقذفون كل الآباء والأمهات والأطفال وهذا بهتان عظيم! وفئة المستهترين الذين يستغلون أجواء الفرح ليطلقوا لسلوكياتهم العنان وهؤلاء الحل معهم هو الوقوف بحزم أكثر مع المستهترين بعد كتابة لوحات كبيرة في كل ممرات الجنادرية توضح الأنظمة الصارمة التي سوف يتعرض لها كل من يسيء بتصرف خارج عن الدين والأدب والاحترام لحريات الناس، وبهذا نقطع الطريق على المتربصين، ونكف عن العائلات شرور المستهترين!
alhoshanei@hotmail.com