طرحت مجلة التنمية الإدارية في عددها الصادر في جمادى الأولى التي يصدرها معهد الإدارة قضية مهمة جدا وهي دور المنظمات في صناعة القيادات الإدارية البديلة من إعداد الأستاذ نايف الحسين، وقد طرح المستضافون آراء في غاية الأهمية إذ يرى دكتور ثامر المطيري رئيس مشروع اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري: «أن (كيفية) الاجتذاب والاحتفاظ بالعناصر المميزة في مستويات القيادة العليا للدوائر الحكومية، هي المسألة الكبرى التي لم تحلّ بعد في الإدارة السعودية».
واتفق تماماً مع رأي الدكتور المطيري حيث إن هذا واضح للعيان فلدينا فقر واضح في البديل الإداري، ولدينا فقر في القيادة الإدارية ذاتها، لذلك تجد أسماء كثيرة تتكرر وتتنقل وتدير أكثر من جهة لقلة القيادات المؤهلة.
كما أن الخلاف البائن هو على ماهية الكفاءة وهذا أمر نسبي لا يكاد يتفق عليه، فالبشر لا يخضعون لمعايير وقياسات حرفية فتقول إن توفر الشروط في «ص» ستجعله أفضل من «س» الذي نقصت لديه بعض الاشتراطات. وتتفاجأ بأن «س» تفوق وبمراحل حين تعرض لتجربة قيادية كاملة تشتمل على استعمال الصلاحيات واتخاذ القرارات وتحسين مناخات العمل وزيادة الناتج في تحقيق الأهداف المقصودة وغير المقصودة، بينما ظل «ص» محدودا يدور في فلك تجربة هشة وغير متقدة!
من أهم الكفاءات في رأيي هي التي أشار إليها المطيري بقوله «يتزايد الاحتياج إلى قادة متمرسين في المناصب العليا بفئاتها المختلفة، ذوي ثقافة واسعة يستطيعون رؤية المشكلة في مجموعها، وكذلك في الأجزاء العديدة التي تتكون منها، وذوي قدرة خارقة على التأثير في الأفراد أكثر من مجرد استخدام السلطة عليهم».
إذن «س» تفوق لأنه يمتلك كاريزما+ ثقافة واسعة+ قدرة وتمكن+ رؤية شاملة.
تلك خميرة القائد الكفء لكن هذا يحتاج إلى صقل وتأهيل وتمكين ولكن للأسف هناك مشكلة حقيقية مشتركة بين مختلف مؤسسات الدولة التنفيذية في إعداد قيادات بديلة ودماء جديدة بعيداً عن النظرة المحدودة جداً التي تجعل هذه المناصب محتكرة لفئة الأقارب والأرحام وأبناء الديرة!
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah