فاصلة:

(نحن لم نُولد من أجل أنفسنا، بل من أجل أوطاننا)

- حكمة يونانية -

لماذا تظهر النبرة المتشنّجة بين الشباب في نقاشاتهم الحادة، وتمتد إلى شتم العائلة وجذورها؟

لماذا يعتقد البعض أن أصول الإنسان يُمكن أن تكون نقطة ضعفه وجرحه الذي يسكب عليه الزيت الحار فيؤلمه؟

هذه العدائية لم تأتِ من فراغ، فللأسرة دور كبير في زرع القيم التي لا تتفق مع الدين إنما هي موروثات قديمة.

التعصب القبلي لا يظهر بوضوح إلا عندما تضعف هوية الوطن في وجداننا، فكلما ضعفت الهوية الوطنية ظهرت هويات أخرى مثل هوية القبيلة والقرية وسواها.

الهوية الوطنية تنبع من خلال الاتجاهات والمعايير التي يحددها الفرد بذاته، وهذا دور الأسرة والذي تنازلت عنه إلى مؤسسات مجتمعية أخرى تساهم في تنشئة أولادها.

الإشكالية تظهر في الانعكاسات السلبية لتمتعنا كمجتمعات بالحضارة وأدواتها في الوقت الذي قلَّ فيه اهتمام الأسرة ببناء القيم أو إعادة تشكيلها من جديد.

كيف يُمكن للعقل أن يصدق أن شباباً يدرسون في الخارج أو تعليمهم عالٍ ولباسهم حضاري ولغتهم كذلك إنما قناعاتهم ما زالت قديمة إلى الحد الذي لا يكتفون فيه بتقييم الإنسان باسم عائلته بل يعايرونه به.

الخوف من التعصب هو فقدان الهوية الوطنية، حيث يتعلق الشباب بهويات أخرى تسهل عليهم بناء قيم استهلاكية لا تفيدهم مستقبلاً.