|
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انطلاقاً من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، بتحقيق التنمية الشاملة في هذه البلاد المباركة، وبناء الإنسان السعودي، فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر ذو الرقم م/ 8 وتاريخ 4-6-1414هـ، بالموافقة على نظام مجلس التعليم العالي والجامعات والمتضمن في مادته الأولى: (الجامعات مؤسسات علمية وثقافية تعمل على هدي الشريعة الإسلامية وتقوم بتنفيذ السياسة التعليمية وذلك بتوفير التعليم الجامعي، والدراسات العليا، والنهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة والنشر، وخدمة المجتمع في نطاق اختصاصها.
والمادة الثانية: «تتمتع كل جامعة بشخصية معنوية ذات ذمة مالية تعطيها حق التملك والتصرف والتقاضي».
كما أشارت المادة الخمسون: «يكون لكل جامعة ميزانية مستقلة خاصة بها، يصدر بإقرارها مرسوم ملكي، يحدد إيراداتها، ونفقاتها، وتخضع في مراقبة تنفيذها لديوان المراقبة العامة، والسنة المالية للجامعة هي السنة المالية للدولة».
وحيث قد تحققت للجامعات السعودية خلال السنوات الماضية من هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إنجازات بارزة على جميع المستويات، ومنها على مستوى التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة، بفضل من الله ثم بفضل الدعم السخي الذي يحظى به التعليم في هذا العهد الزاهر، حيث تم تخصيص حوالي 26% من ميزانية الدولة لقطاع التعليم. ونتيجة لهذا الدعم السخي الذي يحظى به التعليم، والذي كان وما يزال ويستمر بإذن الله له الأثر البالغ في الارتقاء بمستوى التعليم والإلهام في رفع مستوى الأداء، حتى وصلت الجامعات السعودية إلى مراكز متقدمة في التصنيف الجامعي وفي الاعتماد الأكاديمي والجودة، وأن ذلك يجسد الاهتمام والحرص الدائم من هذه القيادة الرشيدة.
لقد شجع يحفظه الله التعليم ورعى المتعلمين وفتح آفاقاً عديدة لأبناء هذا الوطن، فنهل أبناؤه من منابع التعليم؛ ووجه أيده الله على البذل والعطاء والإنفاق على التعليم بكل سخاء، فاستفادت الجامعات السعودية من تقنيات التعليم الحديثة التي سارت عليها الأمم المتقدمة، فارتقى مستوى التعليم وتنوعت أساليبه وطرقه. وفي هذا العهد الزاهر وصلت الجامعات في وقت قياسي إلى مصاف الجامعات العلمية المتقدمة وقفزت في تصنيفها إلى درجات متقدمة، وهذا بفضل الله ثم بفضل التوجيه والمتابعة والدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.
والمتابع لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وما تحقق خلال السنوات الماضية يشعر بالفخر والاعتزاز، حيث سخرت جميع الإمكانات لصالح المواطن وخدمته وإن امتداد الدعم للتعليم هو امتداد لميزانيات الخير والعطاء والتي توالت خلال هذا العهد الزاهر وستسهم -بإذن الله- في مواصلة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات، وهي ترجمة واضحة لما يحظى به التعليم العالي من اهتمام.
وعندما ننظر لأرقام الميزانيات خلال عهده -يحفظه الله- فإن التوصيف الملائم لهذه الأرقام الكبيرة التي حوتها ميزانيات هذه السنوات هي ميزانيات قياسية وتاريخية للجامعات السعودية فيها الخير والنماء للوطن والمواطن.
وهذا التركيز الواضح على التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة يؤكد بأن التعليم العالي في عهده -يحفظه الله- حظي بأعلى سلم الأوليات في الإنفاق المالي للميزانية في كل عام لغرض توفير البيئة المناسبة للتعليم العالي وزيادة الطاقة الاستيعابية والكليات المتخصصة، لذا نجد أن كل ميزانية قد تضمنت عدداً من المشاريع لإنشاء جامعات وكليات في جميع المناطق والمحافظات ويتواكب ذلك مع الدعم اللا محدود لأعضاء هيئة التدريس واستمرار العمل ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وغيرها من المشاريع والبرامج التعليمية.
وفيما يلي البيانات الإحصائية والرسوم البيانية لميزانيات الجامعات السعودية منذ السنة الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وحتى صدور ميزانية عام 1432-1433هـ، والتي توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الدعم الذي حظيت به الجامعات السعودية قد تضاعف بحوالي (418%) عما كان عليه قبل توليه يحفظه الله مقاليد الحكم.
***
ومن خلال البيانات الإحصائية السابقة نلاحظ أن الإنفاق على الجامعات السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حققت نقلة نوعية، فإذا اعتبر أن الإنفاق على التعليم في العالم أحد أهم المؤشرات على صحة مسار التنمية المستدامة لا سيما في ظل الأزمات المالية العالمية، بينما نجد ولله الحمد أن وضع الإنفاق على التعليم قد تضاعف خلال السنوات الماضية، وربما كان الأفضل على مستوى العالم، حيث تبين من خلال الأرقام الإحصائية التي تؤكد تضاعف الإنفاق على التعليم الجامعي، وهذا يدل على الرؤية الصائبة لخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في تشكيل مجتمع المعرفة والاستثمار في الإنسان.
كما أن البيانات الإحصائية لحجم الإنفاق على التعليم الجامعي التي حفلت بها ميزانيات الجامعات في هذه الفترة تمثل ترجمة للسياسة الاستشرافية والطموحة والمتوازنة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وتعكس العزيمة القوية لمواصلة بناء الإنسان السعودي عن طريق الإنفاق بسخاء على إحدى المقومات الأساسية التي تبني العنصر البشري وهي التعليم، وهذا ليس بمستغرب على ملك نذر نفسه لخدمة دينه وأمته إيماناً منه يحفظه الله بضرورة إعداد المواطن السعودي وتأهيله تأهيلاً يليق بهذه المرحلة ويمكنه بحول الله وقوته المساهمة بفاعلية في بناء الوطن والمحافظة على مكتسباته وتطويره.
***
هناك طفرة هائلة حدثت في الإنفاق على التعليم بصفة عامة وعلى التعليم الجامعي بصفة خاصة في السنوات القليلة الماضية، فإذا اعتبرنا الإنفاق العام على التعليم والتدريب في العالم عموماً وفي المملكة خصوصاً أحد أهم المؤشرات على صحة مسار التنمية المستدامة في العالم ولا سيما في ظل الأزمات المالية العالمية فإن وضع المملكة المقارن يبشر ولله الحمد بخير كثير، وربما كان الأفضل على مستوى العالم.
وكما يتضح من الجدول والأشكال السابقة فقد تضاعفت ميزانية الإنفاق على الجامعات السعودية من حوالي 418 مليون ريال عام 1425-1426 إلى 1818 مليون ريال في الميزانية الحالية بنسبة زيادة حوالي 435% وعلى سبيل المثال فقد كانت ميزانية جامعة أم القرى عام 1425-1426 حوالي 754 مليون ريال وقد تعدت 2 مليار ريال (2100 مليون ريال) في العام الدراسي الحالي.. وهذا يدل على الرؤية الصائبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في تشكيل مجتمع المعرفة والاستثمار في الإنسان أولاً، وهي رؤية صائبة فتطوير الإنسان والترقي به مهمة الأنبياء والمرسلين ومهمة أتباعهم من بعدهم، إذ إن رقي الإنسان هو ركيزة عمارة الأرض الأولى.
أستاذ الإدارة التربوية المشارك قسم الإدارة التربوية والتخطيط - كلية التربية