يشتكي شاب من معاناة أسرته بسبب ارتفاع رسوم إحدى منشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبدون أي وسيط ما صدق هذا الشاب أن يقابل صاحب القرار الأمير نواف بن فيصل ..فماذا حدث ؟؟!!.
بصوت يملؤه الألم يسرد الشاب معاناته قائلاً :» يا طويل العمر نحن عندنا في النادي هذا المتنفس الوحيد بصراحة شباب أخوان
و تعرف جلسة الحواري وجلسة الشوارع ما هي طيبة ... نحن بصراحة نعاني من حكاية الاشتراكات الرسوم ياليت يعني لو.....!!».
الأمير نواف يقاطع الشاب قائلاً : أنت تقصد الاشتراك صعب وإلا غالي؟؟!!
يعود الشاب مرة أخرى ويسرد معاناة أسرته قائلاً: « والله أول كان تمام بس ألحين صار ستة شهور ما يقارب 1200 ريال زي كذا ... وتعرف يعني شويه صعب بالذات أنا معي أخواني رب الأسرة صعب يتحمل حق أربعة أولاد زي كذا ياليت يعني نبغى ....!!».
مرة أخرى الأمير نواف يقاطع الشاب ويزف له هذه البشرى قائلاً: بأقولك شيء أولاً الخطة اللي حطتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتطوير منشآتها كلها سيكون هناك تطوير من جميع الأمور ..لكن أنا ممكن الآن أقولك بنخليها ببلاش لكن بس لو خلينها ببلاش ..
زي ما يقلون لي «البلاش ماله قيمة ؟؟؟؟!!!!».
لابد الواحد يدفع رسوم علشان يهتم بهذا المكان، و يكون هناك أيضاً نوع من الخدمات التي تقدم ...اللي بأوعدك فيه أنه بأدرس موضوع الرسوم هذا ..أنا ما أحب أوعد دائماً بشيء إلا أوفيه إذا كان ما في شيء يتختلط بنظام هذه المدينة اللي حطتها أنظمة الدولة أبشر باللي يسرك وأنت و باقي الأخوان إنه إنشاء الله يكون بأحسن حال.....
لم يكتف الأمير نواف بن فيصل بذلك بل واصل قائلاً : أزيدك من الشعر بيت ...هذه المدينة الساحلية اللي هنا وإلا في الشرقية أيضاً نحن الآن نتحدث مع رجال أعمال و مستثمرين بيعودون بمشيئة الله تطوير هذه المدن الساحلية لكي تتناسب مع العصر
وتوفر لكم أكبر قدر ممكن من النشاطات ولا يهمك ؟؟؟؟!!!!.
انتهى الحوار هكذا ...
في البداية يحسب للأمير نواف بن فيصل أنه خلع «البشت» و غادر مكتبه لكي يقترب من الشباب ليعرف عن قرب معاناتهم الحقيقية من خلال برنامج «نواف مع الشباب» بموقع اليوتيوب لكي يلامس المسؤول احتياجات الشباب دون أي حواجز....
ولكي ينجح هذا «البرنامج» يجب أن يؤمن الأمير نواف بن فيصل بمعاناة الشباب وليس بمن يقولون له غير الحقيقة ..ألم يقل سموه «زي ما يقلون لي البلاش ماله قيمة ؟؟؟؟!!!!».
نفسي أعرف من هذا المستشار أو المسؤول الذي أشار لأمير الشباب بأن «البلاش ماله قيمة» ...لكي أسأله فقط : كم رصيدك في البنك ..وكم راتبك؟؟!!.
هذه مشكلتنا عندما يثق»المسؤول» في أشخاص لا يعيشون معاناة المجتمع ... يا سمو الأمير مبلغ 2400 ريال سنوياً مررررررره كثير وكما قال الشاب عددهم أربعة يعني والده يدفع في السنة 9600 ريال ؟؟!!.
الشباب وأسرهم يتجرعون معاناة الرسوم الحالية فبدلاً من تخفيضها تتحول منشآت الرئاسة إلى استثمار فرجل الأعمال كل ريال خسره سوف يشفطه من جيب الشباب بالأضعاف ...فرجال المال الربح قبل كل شيء؟؟!!.
يا أمير الرياضة قبل أن تفكر في استثمار المنشآت عليك أن تدرك أن أعظم ثروة هي الاستثمار في الشباب ... فالوطن مستقبله في يد شبابه فلماذا لا نجذبهم لمنشآت الرئاسة حتى لو ببلاش ... بدلاً من هذا التنفير بسبب الرسوم المبالغ فيها !!.
لا يبقى إلا أن أقول من قال لك يا أمير الشباب «البلاش ما له قيمة» أطفالهم وشبابهم ليس في حاجة لمنشآت الرئاسة في كل صيف ملاهي ديزني لاند في أمريكا وأوربا تحتضنهم بدفء ... والبسطاء هم من يتجرعون معاناة الرسوم بوطننا وسيبقى الألم مستمرا حتى يدرك «المسؤول» أن «البلاش له قيمة» في قاموس البسطاء ؟؟!!.
- هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri