نشرت جريدة الجزيرة في عددها 14793 وفي صفحتها الأخيرة خبراً تحت (القصيم: القبض على أشهر المفحطين ومطلق النار بالقوة الجبرية).
وقد جاء في حيثيات الخبر المنشور تمكن فريق المرور من القبض على أشهر المفحطين بالإضافة إلى الإطاحة بمطلق النار عشوائياً بمركز عسيلان في بريدة، وقد أدت -حسب سياق الخبر- درجة الإمعان والتحدي بالمفحط إلى القيام بصدم الحاجز الأمني الذي تم وضعه من أجل القبض عليه.
وبمناسبة هذا الخبر فإن قضية التفحيط في بريدة تزداد في كل يوم عن سابقه عنفواناً وتمادياً، ولعل غياب الرادع من قبل جهاز المرور وقلة الرقابة الكافية قد أدت إلى استشراء التفحيط بصورته الحالية التي لم يعد بالإمكان السيطرة عليها.
وإن كان التفحيط مرفوضاً في كل مكان، إلا أن ممارسته من قبل محترفيه في أماكن وطرق معينة يضاعف من خطورته، ولعل أخطر وأعنف تفحيط أراه يتكرر الآن وكل يوم أمام أنظار عابري بعض الطرق في بريدة بطريق الملك سعود بحي الفايزية أمام مقر الزاد الخيري والذي يتكرر على مدار الأسبوع سوى أنه في يوم كل جمعة قبل الغروب وما بعد الحادية عشرة مساء يتحول إلى كرنفال تفحيطي مروع في طريق يشهد حركة مرورية مكتظة، وإذ أعد نفسي من العابرين بشكل يومي لهذا الطريق فإنني -والله يشهد على ما أقول- أشهد بعيوني وقائع لاستعراضات تفحيطية متهورة لدرجة الانتحار والتي لا تقتصر خطورتها على المفحطين أو المتفرجين المصطفين على الأرصفة، وإنما الخطورة الأعظم هي ما قد تنعكس على مرتادي الطريق من الأبرياء أفراداً وعوائل تحيق بهم كارثة جسيمة قد تخلف مأساة لا يمكن تصورها في ظل ذلك.
والحق الذي يجب أن أقوله إن تجاوب المرور ضعيف جداً مع البلاغات التي ترده تجاه ما يحدث، وأقول ذلك من واقع تجربة شخصية فعمليات مرور بريدة إذا حصل وتجاوبت ثم ردت على البلاغات لا يعدو الأمر كونه مجرد تلقي بلاغ، وساحة هذا الشارع تشهد بذلك، فأثار إطارات سيارات المفحطين تبصم بهذا الطريق في كل يوم آثارها.
أيضاً موقع آخر يشهد نفس القضية ولكن رتمه قل بعد أن تم وضع مطبات صناعية في الطريق فتم إزاؤه انصراف المفحطين عنه وهو الطريق الفاصل بين حي البشر والزراعي في بريدة، والذي كان يمثل حلبة يومية للمفحطين ولكنه تم حل وضعه بمباردة سريعة من قبل الأمانة بوضع المطبات بعد طلب من الأهالي، ولكن طريق الملك سعود في الفايزية لايزال على وضعه الراهن يرزح تحت وطأة التفحيط فلا رقابة مرورية ولا مطبات صناعية رغم مناشدة الأهالي، وفي الأخير فكوني اختزلت هذين الموقعين فلا يعني إهمال المواقع الأخرى في بريدة التي تعج بالتفحيط في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها والتي تشهد الكثير من هذه الوقائع من التفحيط والفوضى المرورية يتطلب وضعها الحزم والردع من خلال الأفراد الأكفاء من رجال مرورنا العزيز الذين الحقيقة نحتاجهم في هذه الفترة أكثر مما مضى فلا يمكن أن يتم السيطرة على هذه الفوضى إلا من خلال الرادع القوي والرقابة الدائمة، فأرواح المواطنين والمقيمين معلقة بالله ثم بجهاز المرور الذي متى كان دوره فاعلاً وحيوياً وغير محابي ومتراخ أو متقاعس تحققت بسببه السلامة المرورية للجميع بإذن الله تعالى.
محمد سند الفهيدي - بريدة - تعليم القصيم