كم تستثقل النفس من الأمور ما لا يد لها في تغييره فقد كان إعفاء الأمير عبدالرحمن بن ناصر من إمارة الخرج بناءً على طلبه أمراً أحزننا جميعاً، ولكم تمنينا أنه لم يكن ولكن الأمر لله من قبل ومن بعد، فتواجد سموه في المحافظة أعطاها الكثير من حقها في التطور والتنمية ولكم طالب وناشد واجتهد حتى غدت الخرج كما هي عليه الآن من نماء وتغير ملحوظ لمن يزورها من وقت لآخر، فضلاً عن سعادتنا بما آلت إليه فشهدت أراضيها عدداً من المشروعات التنموية التي ما كانت لتتحقق -بعد توفيق الله- إلا بسعي مجتهد لا حرمه الله الأجر.
مشروعات الخرج ما قام منها وما أسس له ومازال العمل عليه جارياً هو خير شاهد على استشعار سموه بمسؤوليته وتنفيذه لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تجاه الأرض التي تكن له وأهلها الاعتراف بجميل ما قدم، ولعل المتتبع لجهود الأمير عبدالرحمن يدرك تماماً ما كان يدور في الإمارة من مناقشات بينه وبين المسؤولين داخل الخرج أو خارجها وما كان يقوم به بنفسه في زياراته للوزارات والالتقاء بالوزراء في مقارهم ليس بحثاً عن عدسات التصوير ولا أقلام الصحفيين بل هو إحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه فهاهي جامعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز التي أصبحت مقصداً حتى لمن هم خارج المحافظة تشهد ببصماته وكيف قامت وحققت طموح الأهالي الذين كانوا يتمنون جامعة تكفي أبناءهم عناء الدراسة خارجها وهاهي المدينة الصناعية (هيئة مدن) التي بدأت أعمال البنية التحتية فيها عام 1430هـ/ 2009م كمرحلة أولى تم تطوير مساحة 2.5 مليون متر مربع والمرحلة الثانية بمساحة 3.3 مليون متر مربع تشهد له هي الأخرى بجهوده ومستشفى الصحة النفسية الذي أرسى قواعده ويجري العمل على تنفيذه وغادر قبل أن يكتمل بناؤه وكذلك مستشفى النساء والولادة وحلم سموه الذي تحقق في افتتاح فرع للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) كأول فرع لها خارج العاصمة إلى جانب ما قدم من رعاية واهتمام بالثقافة والترفيه والتعليم والصحة ودعم لا محدود لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكثير الكثير الذي أعلم أن سموه لا يريد الإشارة إليه لا لشيء إلا لتواضعه وسعيه الدؤوب للعمل بعيداً عن أقلام الإشادة والثناء.
أما وقد غادرنا سموه فقلوبنا تلهج له بالدعاء بأن يطيل الله في عمره على طاعته وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ونقول له شكراً.. شكراً يا أبا فيصل لن ننسى ما قدمت وستشهد لك الخرج وأهلها بما أنجزت، لن ننسى إنسانيتك وحنوك الأبوي على الصغار وقربك من الكبار، لن ننسى تفقدك للمحافظة والناس نيام لا تنتظر من أحد شكراً ولا إشادة، لن ننسى دعمك اللامحدود للمثقفين والمبدعين ولن أنسى تواصلك مع كل من يقدم فكراً يخدم المحافظة وكيف كانت استجابة سموك لما كتبت هنا في جزيرتنا الرائدة، مواقف سموكم أكبر من أن يعددها قلم أو يكتبها متابع فلك من كل بيت في محافظتنا التي ودعتك كل شكر وامتنان لا حرمكم الله الأجر، وإن كان من طلب فأتمنى من سموك الكريم أن تزور المحافظة وتسعد أهاليها باللقاء بهم فالكرماء وإن غادروا الأرض عن الذاكرة لا يبرحون.
- إعلامية