الحمد لله الذي جعل بلادنا، مضرب المثل في مكارم الأخلاق، نعم الأخلاق الفاضلة، هي عنوان رقي الإنسان المسلم، كيف لا والرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إي والله، الأخلاق ثم الأخلاق هي سيدة الموقف، والشاعر يقول (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) ولا يتجسد الخلق في العبد بدافع المال، لكنه يتجلى في أبهى صوره، بحسن الكلام وقمة التواضع، وحب الخير للغير مهما بعد، وبالدفاع عن الحقوق، سأتخلى عن جميع الألقاب الرسمية لفارس هذا المقال، وسأتجرد منها طواعية، كونه كثيراً ما ينكر ذاته، وهو ليس بحاجة إلى شهادتي، فذكره الطيب صعد إلى عنان السماء، أحسب أن خصال (مكارم الأخلاق) تتجسد في هذا الرجل، مختلطة مع دمه، قال لي ذات مرة أحد زملائي، ويحك! مقالاتك كلها متطرفة، إما غلو في الثناء أو غلو في النقد، قلت له، هذه وجهة نظرك أحترمها جداً (والأعمال كلها بالنيات ولكل ما نوى) ما علينا، لفت انتباهي خبر نقل في إحدى الصحف من أحد مواقع التواصل، مضمونه (خوجة في «أسك إف إم»: سنعاقب من تطاول على أهل حائل) كلام هذا الرجل جاء في أعقاب تغريدة موجهة له تقول» معالي وزير الإعلام أتمنى منكم إنصافنا من أحد مذيعي القناة الأولى والذي حكم بالمطلق على آهالي منطقة حائل ونعتهم بعدم الكرم... إلخ) عندئذ انتفض أخونا (خوجة) انتفاضة الغيور على وطنه، ومنتصراً لصاحب التغريدة، واعداً إياه بمحاسبة المذيع قائلاً «إذا ثبت تطاول المذيع فسيتم معاقبته حسب النظام» ومضيفاً «إذا عندك تسجيل أو موعد لما تقول فأرجو أن تزودني به للتحقيق واتخاذ اللازم» ويقول الخبر ذاته على ذمة الصحيفة التي نشرته، أن المذيع، قد قال في سبع تغريدات متتالية عن الكرم في حائل بأنه «سمع فيه، غير أنه لم يره على أرض الواقع» مما تسبب بهجوم كبير عليه في موقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإيقافه أو التحقيق معه؛ لأن الإساءة شملت جلّ منطقة حائل، وعودة لانتفاضة (خوجة) من أجل أهل الجود والكرم أحفاد حاتم الطائي، يقول فارسنا «إن أهل حائل هم أهلنا كما هم أهل كل منطقة في هذا الوطن الكبير والعظيم ولا أحد يقبل الإساءة لأهله» قلت في نفسي (من قدّكم يا أهل حائل) انتفاضة أصابت كبد الحقيقة، لا يمكن لعاقل أن يتجاهل (عروس الشمال) بجمالها الأخاذ، وبلطافة أهلها، وفوق ذا وذاك، تميزهم في الجود والكرم، نعم إذا كان ثمة تميز في الكرم،فالضمير المتصل موصول مباشرة بأهل هذه المنطقة، بدليل أنه لمجرد ذكر (حاتم الطائي) المشهور بالكرم، فالذهن ينصرف لأهل منطقة حائل، والعكس صحيح، والشواهد ماثلة أمامنا لا ينكرها إلا مكابر، ما أن تقابل شخص من تلك المنطقة، إلا ويأسرك بلطفه وكرمه، قبل فترة وجيزة توجهت في مهمة عمل لمدينة حائل، لا يمكن لي أن أنسى ما شاهدته بنفسي من أهل هذه المدينة (الفاضلة)، يعجز اللسان من وصفه.
غردّت بعد هذه الزيارة بعدة تغريدات حول كرم أهل حائل وأخلاقهم الراقية وحسن لباقتهم وضيافتهم، يا جماعة لا تلوموني أن قلت، هؤلاء آية في الكرم وأي كرم، وليس أهل حائل بحاجة لشهادتي، بقدر ما هو تناغم مع انتفاضة (عبدالعزيز خوجة) هذا الرجل، كل يوم وكل لحظة يفوز بشهادة الجميع (المصدقة والموثقة) جراء تفاعله مع كافة أطياف المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ولعمري، فشخصية هذا الرجل تجسد المعاني السامية للوطنية والولاء لها وللقيادة، رجل أحسبه في عداد رجال الدولة المخلصين الصادقين في القول والعمل.
نعم أقولها مطمئنا، عُرف عن هذا الرجل بأنه، يردف أقواله بأفعاله، كل المواطنين على تراب هذا الوطن على مسافة واحدة في (قاموسه) أكبرت في هذا الرجل مسارعته في التعاطي مع الأحداث المجتمعية، لا سيما ما له علاقة مباشرة بجهازه الإعلامي والثقافي، وكأني بخطوته تلك، أشبه بالنذر لكل من تسول له نفسه تسلق جدار الوطنية المتين، أو إثارة النعرات الطائفية أو العنصرية والعصبية، عن طريق الإعلام ووسائطه الذي هو يحرس بعد الله بوابته الواسعة، نعم تحية وألف تحية للرجال المخلصين، أياً كانت مواقعهم... ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com