Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 13/04/2013 Issue 14807 14807 السبت 03 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

عادة ما تقول (الجدات والأمهات) إن صراخ الأطفال الرضع في هذا العصر، أكثر من صراخ أطفال الأجيال السابقة، التفسير النفسي لما يحدث، قد ينطوي تحت مرحلة تفريغ (الطاقة السلبية) التي يشعر بها الصغير، وهي مرحلة إنسانية يبدو أن معظمنا يعيشها!

الأطفال يشعرون بقصور في الخدمات المقدمة من (الأم المرضعة) نفسها، ثم ينتابهم الملل والألم، ليفتحوا أفواههم بحثاً عن أي نظرة حنان أو اهتمام، وفي هذا تفسير لتزايد صراخهم اليوم بشكل أكبر مما مضى!

لن نكون (متفائلين وإيجابيين) بشكل كبير، كما لا نريد كذلك أن نكون (سلبيين) بشكل مفرط فيما يخص صراخ الكبار، والذي حتماً ستشعر به بمجرد حديثك مع زميلك في العمل أو جارك، فما أن تفتح سيرة الأسعار، أو تتحدث عن متطلبات الحياة اليومية وصعوبتها، إلا وتنهال عليك (الشكاوى) وألوان التذمر كأن الحياة سوداوية، ولا مجال فيها للتفاؤل!

والمضحك أن هذه الحال تنسحب على (الأم ورضيعها) في (آن واحد)، وأنا هنا أقصد المورد وتاجر الجملة، وتاجر القطاعي، والمستهلك، جميعهم يتذمرون والكل يلقي باللائمة على الآخر، ولعل في تجارب ارتفاع أسعار الدجاج والأرز والحليب، دليل واضح على هذا!

النقطة المقلقلة الأخرى، هي تعاطينا مع ظروف الحياة اليومية وتلوينها بلون واحد (قاتم) بتأثير من الآخرين، حتى بتنا ننظر للجانب المظلم من الكأس فقط، بسبب تأثرنا بتعاطي الآخرين مع ظروفهم، فإطلالتك على شبكات التواصل الاجتماعي، وكثرة الرسائل السلبية المعروضة هناك، تجعلك تتشرب (لا إرادياً) فكرة النظرة السلبية دون أن تعلم لكل مناحي وظروف حياتك، لتنخرط بدورك في قراءة الأمور من جانب واحد!

أعتقد أن نظرية صراخ (طفل واحد) في غرفة مليئة بالأطفال، سيشعل الغرفة (بالصراخ والعويل)، رغم أنه لا أحد يشعر بالألم.. تنطبق على صراخ الكبار أيضاً!

حتى تعرف إلى أين تتجه الحياة! دع عنك صراخ الرضع والكبار معاً، وافتح حواراً أو نقاشاً مع (شاب صغير)، حتماً ستتعجب!

لأنه ينظر للحياة بسلبيات أكبر من عمره وتجربته، بفعل تفريغ (الطاقة السلبية) من الآخرين من حوله!

لقد أغرقنا أنفسنا ومجتمعنا بالهموم والمشاكل، رغم أن التفاؤل بلا عناء!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com

حبر الشاشة
(التفاؤل) بلا عناء!
فهد بن جليد

فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة