قرأت تحقيقاً صحفياً على أحد المواقع الأجنبية، وقد قمت بإرسال ردي على تحقيقهم بلغتهم منتظراً أن يتم نشره, لكني لم أستطع أن أقاوم رغبتي في أن أنشر بعضاً منه لأحبتنا القراء, التحقيق كان يتحدث عن عقوبات فرضت داخل المملكة على بعض ممن ارتكبوا جرائم وأدينوا بها, كان يتحدث عن موضوع القصاص ودفع الدية.
سمعنا الكثير من الانتقادات والإساءات فيما يتعلق بموضوع القصاص المطبق لدينا, ولا يمنع أن نعلن أن هناك بعضاً من الأمور التي لا نؤيدها خصوصاً فيما يتعلق بحجم الديات الضخمة التي تفرض أحياناً من ذوي القتيل للعفو عن القاتل, لكن فكرة القصاص هي فكرة العدل بحد ذاتها, وهي فكرة الردع للمحافظة على أمن المجتمع والناس, لكن ما استوقفني في هذا التقرير أنهم اقتطعوا الأحكام فقط ولم يسردوا الحوادث كلها, اقتطعوا صورة من مشهد كامل وحاكموا القضاء من خلاله, أو بالأحرى قدموه بطريقة يضمنون من خلالها نتيجة الحكم مسبقاً, من أننا دولة متخلفة وشعب متخلف وظالم ولا نعرف أبسط معاني حقوق الإنسانية, لم يلمحوا إلى أنها أحكام دينية بل إنهم فسحوا المجال من خلال ما نشروه لأن يحكم الجهلة والأعداء على الإسلام بما هو بريء منه أيضا.
في ردي عليهم أن مهنيتكم واضحة جداً لكنها في الاتجاه المعاكس للأخلاق, وأن مجتمعنا متطور ومحافظ ومتقدم وملتزم, وأنتم لستم بعيدين عنا في أنماط حياتكم لكنكم لا تسعون إلى إنصاف بل إلى تشويه وإساءات مع شديد الأسف.قد أنشر فيديو لمجموعة لاعبي ريجبي يتدربون وهم يضربون بعضهم بقسوة وأقول الشعب الإنجليزي شعب عنيف دموي, لكني لست مهنياً إن لم أبلغ أنهم يتدربون, وأنشر معها صورة الملكة إليزابيث فوقهم وأقول بلا عذر أنها راعية العنف في العالم. الرسالة الأخرى لنا في الداخل وهي على شكل سؤال: من وكيف نرد عليهم؟ هل تركهم بكل سهولة من باب لأصبح قنطار الحجر بدينار هو الصواب؟ لكنهم يا سادتي محترفون ويرمون إلى بعيد ويفكرون أبعد من أنوفهم.
- محكم دولي وأخصائي تسهيل مرور للمعاقين