على امتداد 330 كم في عمق صحراء النفود يأتي طريق الجوف حائل ليمخر عباب الصحراء ويقسمها إلى شطرين ليختصر ما طال من المسافات بين أرجاء الوطن الكبير وهو مشروع حيوي وجبار بدأنا نجني ثماره منذ سنوات قليلة من عمره لكنها كثيرة وطويلة في إنجازه وما بين الحلم والواقع قصة تحد لزحف الرمال المتحركة ولا يكاد يمر مستخدم لهذا الطريق إلا وتقبع في ذهنه تفاؤلات كبيرة وتساؤلات أكبر لمشروع ولد ليرى النور لكنه ما زال محصوراً في زاوية ضيقة وضيق متواز مع تجاهل كامل وتساهل شامل من لدن بعض وزاراتنا التي لا نشك مطلقاً في مدى إخلاص الوزراء القائمين عليها «لكن الذكرى تنفع المؤمنين» فهناك أسئلة تراود فكر سالكي الطريق وتعاود طريق السالكين كلما مر من هنا قادم من بلاد الشام أو مغادر من دول الخليج على هذا الطريق الدولي أو حتى مستخدمي هذا الطريق من أبناء الوطن ولعل من أبرزها:
1 - ليس هناك أي تواجد صحي -كالهلال الأحمر مثلاً- على امتداد الطريق وهي مسألة تؤرق الكثير من مرتاديه فإذا ما وقع حادث لشخص ما وقف المتجمهرون حوله لا يملكون حولاً ولا قوة أمام تأوهاته ونزيفه المتواصل حتى تفارقه الروح قبل أن يصل مسعف أو يتصل منقذ كما أن كثيرا من مرتادي الطريق يعاني أمراضاً مزمنة كالربو والضغط والسكر وهي نوبات يصاب بها صاحبها دون موعد مسبق وبالتالي فيجب أن يكون هناك من يعرف التعامل مع حالته وأظنه قد حان الوقت لمثل هذه المراكز الصحية.
2 - على امتداد الطريق المذكور لا ترى محطة للتزود بالوقود وهو أمر غاية في الخطورة إذ لو نفد الوقود في سيارتك فليس لك إلا أن تستسلم لقدرك وتنتظر قضاء الله فيك فهل يعقل أن يكون هذا الوضع قائماً في دولة غنية بموارد النفط؟ إن على وزارتي الشؤون البلدية والقروية والنقل سرعة إيجاد الحلول الملائمة وتخصيص أراض لإقامة محطات تزود بالوقود على أن تكون مزودة بمركز خدمة سيارة من غيار زيت وبنشر وميكانيكا وكهرباء سيارات ومطاعم وغرف للنوم والراحة على أن تسند لشركات متخصصة وقادرة على التنفيذ بأسرع ما يمكن.
3 - متابعة وضع الإضاءات التي تقبع على الطريق «عيون القطط» حيث إن أغلبها لا يضيء ليلاً ووجودها كعدمه لانعدام الصيانة وعدم المتابعة وهو أمر غاية في الخطورة.
4 - جميع الجسور والكباري على الطريق لا تكاد ترى خاصة عندما يحل المساء ويخيم الليل بثوبه المسدول على الكون وهنا أرى أنه لا بد من وضع عاكس فوسفوري على أعمدة الجسر القائمة وكذلك العارضة وهي لن تكلف شيئاً بل ستكون نتائجها إيجابية لحماية الأرواح والمركبات.
5 - على جنبات الطريق توجد أراض غير مستوية ومنحدرة بشكل كبير وهي تشكل خطراً على مرتادي الطريق فيما لو توقف أحدهم فجأة لأي ظرف طارئ فستهوي به سيارته إلى أسفل الأرض مما يقلل فرص نجاته وسيارته ونحن نعلم أنه غالباً ما يكون هذا الطريق مكاناً خصباً للأتربة والغبار التي تنعدم معها الرؤية تماماً فلماذا لا يتم ردم تلك الحفر على الأقل بعرض مترين من كل جانب؟
6 - اللوحات التي تحدد المسافة بين حائل والجوف أغلبها غير صحيحة وهي بحاجة للمراجعة خاصة للقادمين من حائل إلى الجوف فمن المسؤول عن هذا الخطأ؟ ولماذا لا يتم تداركه؟ ثم أن هناك نقطة مهمة يلاحظها المتجهون للجوف وهي أن اللوحات يكتب عليها الجوف وبعضها دومة الجندل وأخرى سكاكا وهي ما يلبس على الناس أموراً كثيرة وبالتالي ربما تاه عن طريقه وهي مسألة يجب الانتباه له فالأولى أن تكتب الجوف على جميع اللوحات فإذا ما تبقى من المسافة خمسين كيلو متراً يشار لدومة الجندل بينما يشار لسكاكا بمائة كيلو متر.
7 - الجسر المتجه إلى دومة الجندل لا أعرف كيف تم تصميمه؟ فهو مصيدة قاتلة لمن لم ينتبه للطريق جيداً حيث يوجد تقاطع أعلى الجسر لثلاثة مسارات في آن واحد وهو شيء غير مألوف وغير منطقي فلماذا لا يتم عمل مخارج له لا تلتقي مطلقاً؟
على أنه لا يفوتنا الإشارة للتواجد الأمني من خلال دوريات أمن الطرق ولكننا بحاجة لمضاعفتها ونسجل شكرنا وتقديرنا لجميع شركات الاتصالات التي تغطي الطريق دون انقطاع وهو أمر من شأنه أن يخفف وطأة القصور لدى أغلب وزاراتنا.
والله يتولى الصالحين