من الأخطاء (التربوية) التي نرتكبها في حق أطفالنا، أننا نجعلهم يشعرون بوجود (عصا سحرية) في يد الأب، فهو الأقوى على الإطلاق من وجهة نظرهم، وربط تحقيق كل الأمنيات به لشراء الألعاب والملابس... إلخ، لأنه مصدر المال ويستطيع الوقوف عند (الآلة الصماء) لتدر عليه النقد...إلخ!
من الطبيعي أن ينظر الطفل لوالده (بنظرة إعجاب)، بل من الواجب صناعة (القدوة) في عين الصغير حتى يُفلح، ولكن ما يحدث لدينا مخالف نوعاً ما لـ(أسس) التربية الصحيحة، بعدم ربط التحقيق بمتغيِّراته الطبيعية، فالحصول على (المال) يبدأ من الأب، وكأنه (المصدر الأول) المصنع والمورد له، ولا يفهم الصغير أنه نتيجة (ارتباط الأب) بالتجارة أو العمل، يقول خبراء التربية أن مثل هذه (النقاط البسيطة) لها تأثير كبير على شخصية وتربية الطفل منذ عامه (الثاني)، حيث يبدأ بالتقليد والتعلّم بالقدوة والمشاهدة والمحاكاة وربط الأحداث بمسبباتها!
متى ما بدأ الطفل في إصدار تهديده للآخرين بعقاب والده على طريقة (والله لا أجيب أبوي يكفخك)، ما تقدر أصلاً أبوي (أقوى واحد في العالم)؟!... إلخ من عبارات التفخيم والعظمة، فيجب الحذر وتغيير السلوك!
بحكم أنني رجل شرقي (حمش)، كان لا بد أن (ألمع صورتي) أكثر أمام أطفالي داخل المنزل، حتى أن (سوبرمان) لا يقدر على ما أقدر عليه، فأنا (الآمر الناهي)، الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار، ولا يمكن أن يقف في وجه أحد، هذه الحالة بدأت معي منذ الإجابة على بعض أسئلة الصغار (بابا مين أكبر أنت ولاَّ..؟!)، (مين أقوى؟!)، (مين أسرع) وكانت الإجابة: طبعاً أنا.. وهكذا!
في آخر مرة كنا نقف عند الإشارة في الطريق للعشاء في (مطعم فاخر): وقال لي الصغار بابا مين الأول ؟! طبعاً ما يبي لها كلام، انطلقت بسرعة وسط (هتافات الصغار): حنا الأولين والناس ورا.. نياآى!
الصورة الجماعية من (ساهر) جعلتني التفت (للصغار ووالدتهم) بابتسامة صفراء، وأقول لهم: فكر أنا خوف.. وش رأيكم (جبن مع خبز تميس)!
لنكن واقعيين كما نحن في الحياة، حتى لا نخسر أطفالنا بكسر وتحطّم (صورة الأب) مع أول مطب أو صعوبة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com