فاصلة:
(عندما يكون المرء مغلفا بأفكاره، فإن ذلك يؤلف صرة صغيرة جداً)
- حكمة إنجليزية -
من أين تأتي الأفكار؟
أفكارنا بالتحديد هي نحن بكل ما خزنته ذاكرتنا من مواقف وبكل ما خزنه عقلنا الباطن من صورحتى غير المفهومة لنا.
الذي يعرف قوة الافكار وسلطتها على السلوك يهتم بالتركيز في أفكاره وتغييرها والجاهل فقط من لا يتأمل أفكاره.
يمر رجل في الشارع بلباس غريب وربما مقزز؟ هو ليس لباساً غريباً بالنسبة له بل إنه يعجبه وإلا لما لبسه، الفارق أن فكرتك عن اللباس خالفت فكرته فقط.
فمن أين جاءت الفكرة؟
الفكرة أصلها قناعات تكونت في سنوات عمرك ولديك قناعة بأن أي فكرة قوية إنما استمدت قوتها من التكرار والوقت، وبأن أي لباس لافت هو غريب ويجب ألا يلبسه الانسان في الشارع.
ولذلك حكمت عليه بالغرابة ورفضت لباسه.
من الافكار ورموز أخرى تتكون الثقافة ولذلك حينما تغادر بلدك إلى بلد آخر ترى كثيرا مما لم تعتد عينك رؤيته وكثيراً مما لا يتوافق مع افكارك التي اعتدتها.
في رأيي لا توجد أفكار خاطئة او أفكار صحيحة مثلما أنها لا توجد سلوكيات صحيحة أو سلوكيات خاطئة إلا ما توافق عليه المجتمع نفسه من أعراف تتغير مع الوقت.
والعاقل من يجعل أساس قناعاته دينه ويعطي المجتمع قدرا من الاحترام وليس التقديس فالمعروف ان الاعراف الاجتماعية تضغط على الفرد بسلطة تغلب الدين أحيانا، وكمثال رغم ان الرجل المسن الذي يرتدي «شورتا» في الشارع لا يرتكب ما يحرمه الدين الا ان العرف في مجتمعنا لا يوافق على هذا المظهر.
أفكارنا هي حياتنا ولو ركزنا في أي سلوك نفعله لوجدنا ان محركه فكرة لذلك السلوك الذي يزعجنا سواء منا أو من الآخرين هو فكرة مترجمة فإذا أردت أن تفهم سلوك الآخرين فحاول أن تعرف أفكارهم ولا تفسرها ضمن أفكارك وسترتاح.
الناس ليسوا أنت؟ وأنت ليس الناس? لكل منا بصمة مختلفة نتاج تربيته وخبرات حياته.
حاول أن تعيش للحظة في مكان الآخر لتجد ان الموقف مختلف عما تفكر فيه? هذا إذا أردت أن تعيش في سلام.
nahedsb@hotmail.com