الجوف - خاص بـ(الجزيرة):
عدّ أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية التبرع بالدم بأنه علامة من علامات التكافل، ودليل على التراحم والتواصل في المجتمع المسلم، لما فيه من الأجر ومصلحة الدين والدنيا، ما لا يتحقق في التبرع بالأموال ولا بالعينيات. «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، وإننا أولى بالحرص على مثل هذه الأعمال التي قد يحتاجها أي واحدٍ منا في أي لحظة من اللحظات.
وقال عميد شؤون الطلاب بجامعة الجوف الدكتور بدر بن محمد المعيقل في إجابة على سؤال «الجزيرة» حول أهمية التبرع بالدم خاصة أن المستشفيات تعاني نقصا حادا في الدم في أوقات متباينة وتأكيد العلماء بأنه من الصدقات التي يثاب عليها فاعلها. مشيراً د. المعيقل إلى أن من أعظم التزكية للنفوس وأطرها على الحق أطرا، هي المسارعة إلى الخيرات والمسابقة إلى ذلك، كما قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} الأعلى:(14 -15) إن المساهمة في عمل الخير من أهم سمات المجتمع المسلم وخصائصه، ليس كما يظن الكثير من المهزومين بأنه مستورد من الأعداء.. وإن العمل التطوعي في جميع أصنافه وأنواعه أياً كان مساره أو اتجاهه، هو سدُ للحاجات، وتخفيف للمعاناة، ومشاركة للهموم، ويتجدد العمل التطوعي حسب الحاجات والمستجدات والمتغيرات.
وأكد د. المعيقل أن فتح آفاق من الآمال، وباحات من الاستبشار وواحات من التفاؤل، كلها أمور تتحقق في تبرع المسلم لأخيه المسلم بجزء من دمه الذي يجري في عروقه، إنها تجنب الفرد كل معاني اليأس والإحباط، وتجعل نفوس أفراد المجتمع المسلم ممتلئة بالرضا وحسن الاتصال والظن بالله جل وعلا، ويتحقق بالتبرع بالدم أعظم تفريج للكربات وإغاثة اللهفان، وبالتالي الحصول على أعظم الأجور والحسنات والدرجات، وروى الشيخان قول النبي - صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).