|
يخيم التوتر على سماء الجزيرة الكورية، وتهديدات شمالية باستهداف الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك بدأت كوريا الشمالية بنقل صواريخ متوسطة المدى إلى الساحل الشرقي لتكتمل ملامح المشهد النووي بطلب كوريا الشمالية إخلاء السفارات والبعثات الدبلوماسية من أراضيها قبل العاشر من أبريل، هل دقت ساعة الصفر أجراسها لتشهد المنطقة حرباً شاملة؟ مالذي ستفضي إليه هذه الأزمة بعد شهود الجاهزية والاستعداد؟
في البداية نجد أن ما أقدمت عليه كوريا الشمالية من تهديد وتخويف للولايات المتحدة الأمريكية هو محاولة لإجبار الأخيرة بالاعتراف بها كقوة نووية عن طريق استخدام القوة كمبدأ لتحقيق ما تريد، أضف إلى ذلك أنها لا ترغب في أن تكون كالحليف الإيراني الغارق في العقوبات الدولية التي جعلت منه كيانا آيلا للسقوط بعد شهوده اضطرابات اقتصادية انعكست بدورها على الأداء السياسي الإيراني والتي كان للولايات المتحدة الأمريكية الفضل في ذلك.
رئيس كوريا الشمالية الذي أطلقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية (مجنون في الحي) فانطلاقا من هذا المسمى بالإضافة إلى المواقف السابقة لهذا الرئيس والتي تعكس مدى التهور الذي يمارسه، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على مرحلة قد يكون الدخول إليها أسهل بكثير من تفاديها فهي مجبرة على عدم استفزاز كوريا الشمالية كما يجب عليها أيضا عدم أخذ التهديدات في مجمل الجد لأن من شأن ذلك أن يعمل على تصاعد وتيرة الأزمة، ومع هذا كله فهي مجبرة على التنسيق بين هذه الخيارات مع رفع حالة الترقب لأن هذا التهديدات بوجود اللامبالاة من المحتمل أن تشهد انعكاساً لتصبح أكثر جدية من كونها مجرد تلويح لا أكثر من ذلك.
هذه الأحداث مهما وصل التضخيم بها إلى حدود غير متوقعة فقد لا تكون مهيأة لأن تركب موجة الحرب حتى وإن كان هناك تحرك جاد بشأن تمركز القوات على الحدود ونشر الصواريخ إلا أن الوقت لا يعد باحتمالية الوقوع خاصة وأن المنطقة مقبلة على أحداث منها الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني والتي ستفضي جميعها إلى تغيير في معادلات توازن القوة في المنطقة مما يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك حلفاء كوريا الشمالية إلى السعي خلف سكب الماء على نار الأزمة النووية من خلال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بكوريا الشمالية كقوة نووية أو أن تتراجع الأخيرة عن مبدأ القوة لتحقيق ما تريد،
ختاماً: الأوضاع بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية لن تعود كما كانت عليه في السابق فلعل أقل ما تفضي إليه هذه الأحداث هي توتر العلاقات الدبلوماسية ما بين واشنطن وبيونغ يانغ وقد تصل إلى حد القطع خاصة بعد تلويح الأخيرة بالتخلي عن واجبها في حفظ أمن السفارات والبعثات الدبلوماسية.