كتاب ( تقرير عن رحلة إلى الرياض - 1865 م ) تأليف الكولونيل القائم مقام لويس بلي، المندوب السامي السياسي البريطاني في الخليج العربي وقريب الملكة فكتوريا ملكة بريطانيا العظمى، ترجمة انس الرفاعي من سوريا وتحقيق ونشر سعود غانم العجمي من الكويت، الطبعة الاولى عام 1433 هـ- 2012 م، يتكون الكتاب من 632 صفحة من القطع المتوسط، وضع المحقق على صفحة الغلاف صورة تاريخية للإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، ابن الامام فيصل الذي تمت مقابلته ووالد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وتضمن الكتاب الرحلة من دولة الكويت إلى الرياض عاصمة الدولة السعودية الثانية لمقابلة الامام فيصل بن تركي آل سعود، في بداية مقدمة المحقق للطبعة العربية الاولى أوضح فيها المحقق العجمي ان قصة الكتاب انه أثناء زيارته إلى لندن وجد في المتحف البريطاني نسخة من هذا الكتاب طبعت في الهند عام 1866 م أي بعد الرحلة بعام واحد فقط، وأن المحقق حصل عليها عام 1988 م أي بعد الرحلة ب 122 عاما الا انه لم ينشر هذا التحقيق الا عام 2012 م أي بعد 24 عاما ويبرر سبب التأخير بسبب الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت وبعد تحرير الكويت تم نشر هذا العمل الرائع حقا، وتطرق هذا الكتاب لمواضيع ذات اهمية بالغة في تاريخ بلادنا الغالية:

وكان التقرير تحديدا هو من صفحة 27-252 وهذا يعني ان نص التقرير هو 225 صفحة شاملة شروحات المحقق وايضاحاته.

الا انه يلاحظ على لويس بلي ان له موقفا عدائيا تجاه النفوذ السعودي في عمان وربما هذا نابع من موقف حكومته (حكومة بريطانيا العظمى) تجاه هذا النفوذ في ذلك الوقت. كما يلاحظ ان على كتاب بلي بعض الاخطاء التي لا تقلل من قيمة الكتاب العلمية والجهد الذي بذله صاحبه فيه خصوصا في تلك الحقبة الزمنية التي يندر فيها البحث العلمي ومنها : في صفحة 49 ذكر المؤلف (من شمر وعنيزة ونجد وقبائل اخرى) وهنا ان قصد ان يقول شمر و عنزة و قبائل اخرى او قصد ان يقول جبل شمر وعنيزة واماكن اخرى وليس قبائل اخرى لأنه هنا جمع بين قبائل و اماكن وهي لا تجتمع في السياق. وفي صفحة 62 اورد لويس بلي انه زار الامام فيصل آل سعود في (دربار) Durbar وحيث انه لا يتوفر مكان بهذا الاسم في هذه المنطقة فيبدو لي انه يقصد ديراب Durab وهو منطقة زراعية تقع جنوب الرياض و لا زالت تعرف بهذا الاسم حتى الآن. وفي صفحة 88 ذكر سعدان وقال عنها قبائل، ويبدو لي ان يقصد منطقة سعد وهي منطقة تقع شرق مدينة الرياض حاليا ولا زالت تعرف بهذا الاسم.

وتضمن الكتاب كذلك ملاحق ومنها، مسرد عن النباتات في اواسط الجزيرة العربية، وخط طريق الرحلة من الكويت إلى الرياض عن طريق سدوس، وخط الطرق من الرياض إلى الاحساء والعجير وعدد المراحل على طول الطرق من الكويت إلى الاحساء وأسماؤها والمسافات التي تبعد بها بعض المقاطعات التابعة لنجد والعدد التقريبي لسكانها ودخلها السنوي الاجمالي وعدد المقاتلين من الرجال الذين يمكن ان تدفع به كل مقاطعة واسماء القبائل البدوية في نجد وعددها التقريبي والريع السنوي الذي تدفعه كل قبيلة للأمير وسلالات الخيول العربية في نجد وخارطة لجزء من الجزيرة العربية يظهر عليها خط مسير لويس بلي من الكويت إلى السعودية ثم ملحق البلدان و اخيرا بعض اشعار العرب وصور تاريخية.

واعترف لويس بلي في تقريره ان الامام فيصل بن تركي آل سعود يحكم بالعدل حيث قال: ( ان جميع الفئات كانت تعترف بان الأمير فيصل آل سعود حاكم عادل وصارم، وانه لم يضاهه احد في نجاحه في وضع حد لعادات السلب والنهب بين قبائله).

وإنني أتفق مع المحقق ناصر العجمي عندما ذكر في صفحة 555 (ان الواجب علينا ان نصحح اخطاء مدحت باشا و لويس بلي وغيرهم، حتى لا تتسمم افكار القراء بالمعلومات الخاطئة).

وزعم لويس بلي انه نجح في تحقيق اهداف هذه الرحلة.