خُذِ الحرفَ مني أخضريّاً مبرعَما
وصُغْه كما تهوى يقينًا مُبَلسَما
لقد قيل شيءٌ، لا أبالي - وقد سفا
عليَّ قُتارَ الضيمِ- أن أُلجِمَ الفما
سمعتُ ولم أعبأ، فكن كلَّ قبضة
مُعَنْتَرةٍ، أو مُديةٍ ترشُفُ الدَّما
وكن في كتابِ الشعرِ أولَ زلّةٍ
عروضيةٍ تستصرخُ العذرَ أبكما
وإلا..فكن بابَ المجونِ مفصَّلاً
يمرُّ عليه قارئوه مُجمجَما
وإلا..فكن بدرًا تجاوزَ حدَّه
فضوّأ من دربِ اللصوصِ المُعتَّما
وبِنْ في عروقِ الكفِّ جُرحًا، وكن على
جفوني قذاةً، وابقَ في الخدِّ مِيسَما
ونَلْ من سكوتي عاصفًا بلُفاظةٍ
فثأرُك من صمتي بأن تتكلّما
وكن مثلَ أعمى يُخلصُ الذمَّ للعصا
ولا يسمعُ الداعي، وحُجّتُه العمى
وكن أحرفَ الفوضى، وكنْ ثغرَ شاتمٍ
وإن آثر الحُسنى، فكن منه أشتما
وكنْ ثمّ كنْ ألفَ احتمالٍ مذلّلٍ
تسايرُه أنّى تشاءُ وحيثما
..أصغْ لك مما أشتهي أبجديّةً
يكون لها دفءُ السماواتِ مُعجما
وإلا.. أكنْ زريابَ روحكَ مطرِبًا
وإن شئتَ صيّرتُ الغناءَ مُكلثَما
وإلا.. أكن غيمًا يُسقّيك هاتنًا
وإن شحّ حسبي أن تراه مُغيِّما
وإلا.. أكن نحلاً لذاذةُ شَهدِه
تنسّيك ميراثَ الكراهةِ كلما..
وإلا.. أكنْ حُلمًا تفَسِّرُه المنى
تمطّى على مَرْجِ النبوءاتِ وارتمى
أحاورُ فيك الروحَ وهْي كليمةٌ
وأعيا لفرط الضيمِ أن أتألّما
وأوقنُ أني أصطفي كلَّ أبيضٍ
وإن أنت آثرتَ السواد المُفحَّما
أعِدْ لي نشيدي لا لأمحوَ لحنَه
ولكن لأحيا ذكرياتي ترنّما
وأرسمَ وحدي لوحةً عسجديّة
تفيض على يُبْسِ المفاوز أنعُما
أعِدْه نُثاراً من تباريحَ مُرّةٍ
تجوس شغافي رهبةً وتلعثُما
ودعني أعُدْ عَوْد اليمام لعشّه
تضرّجَ حزناً إذ رآه محطّما
أتيتُك من أقصى وفائيَ مفرَدًا
وغالبتُ فيك الصبر حتى تثلّما
وأصبحتُ ألقى الشمسَ ناضحةً جوى
وأضحيتُ ألقى الريحَشاخبةً دما
ولم أرضَ حُلمَ الغصْنِ إذْ بات ناديًا
وأقصى مُناه أن يُصيَّرَ سُلّما
أنا من دفيء الصدقِ صغتُ قصيدتي
وقد ملأ الشكُّ العيونَ ودمدما
أفيءُ إلى حقلٍ تَخِذتُ زهورَه
صحابًا، أناغيها فتفعلُ مثلما..
فإن كنتَ لي، فانشرْ حِداقكَ مزنةً
ضحوكًا، ونادِ الأمس أن يتقدّما
تجدنـيَ في عينيك رفَّةَ فرحةٍ
وبسمةَ ضوءٍ واحتفالاً منغّما
تنلْ كلَّ ما يستدرجُ الروحَ
أقدِّسُ ضوءَ الحبِّ فاقبِسْه مَغْنَما
إننيوحسبيَ في العصر الأنانيّ أنني
إذا ما وردتُ الماءَ أستأذنُالظما