كنت أسمع عنه دون أن أقابله، لم أسمع عنه إلا كلّ كلام طيب وثناء عطر، تحدثت عنه مجالس العقلاء والسن الفصحاء ممن يصدعون بالحق ويقولون الصدق لا يبتغون من ورائه جزاءً ولا شكوراً، الحديث كان من مختصّين في طبيعة عمل الدكتور صلاح المزروع وكيل وزارة الصحة بل إن منهم من كان زميلاً له وعمل بجانبه أو قريباً منه، تحدثوا عن دأبه وجده والتزامه قولاً وعملاً في كل جوانب تخصصه ووظيفته، قالوا ما يبهج النفس عن حسن تعامله مع الكل الصغير والكبير، مع حزم وعزم وتفان في العمل دون كلل أو ملل، قالوا إنه يعمل وكأنه مسئول عن كل ما حوله، ويتواضع وكأنه لا علاقة له بما حوله من أمور جانبية هامشية لا تؤثر على تطوير العمل أو تأخير مصالح الناس، أكدوا أن همّه ينصب على سبل الإنجاز والتطوير مع ضمان الجودة، هذا كلام الناس أنقله كما سمعته عن الرجل وهم شهود الله في أرضه طالما أن الثقة والأمانة مزروعة في جوانحهم، وألسنتهم -بإذن الله- مصونة من الزلل والزور كما عرف عنهم في مواقف ومناسبات عدة وعن أشخاص آخرين ما قالوا فيهم إلا ما يبرئ الذمة وينصف المتحدث عنه، كنت أسمع بحياد تام لأني لا أعرف الرجل ولا أملك إلا أن أعلق بالدعاء له ولأمثاله بالتوفيق.

قادتني الصدف دون تخطيط لمقابلة الدكتور صلاح المزروع وهو لا يعرفني، ومن أنا حتى يعرفني!! لكنها صدفة خير جعلتني أعرف الرجل في تلك الساعة المباركة، من الوهلة الأولى لمشاهدته عياناً أمامي تذكرت شيئاً مما قيل عنه وينطبق تماماً على سمات الرجل التي تبهرك بل تدعوك لأن تؤكد أن كل ما قيل عنه لا بد أن يكون صدقاً وفي محله، حالفني الحظ لتبادل أطراف الحديث معه فوجدته يركز على الهم الوظيفي وخدمة الناس، يتحدث بقلب المسئول الذي يتمنى أن ينعم كل مواطن بأكمل الخدمات الصحية والرعاية الطبية، قلت إنه يتحدث عن الهم الإنساني للمواطن الباحث عن الرعاية والتطبيب، لأنه لم يتحدث عن نفسه وإنجازاته وموقعه في الكرسي المرموق، وجدت فيه إنسانية حقّة ومواطنة صادقة تعبّر عنها آماله في خدمات أرقى وأفضل في مجال الصحة للمواطن والمقيم، إذ إن من مهامه -كما فهمت- علاوة على الإمداد والشؤون الهندسية المشاركة في التخطيط للمشاريع والصيانة، وبفضول الصحفي (وإن شئتم لقافته) تجرأت فسألته عما كنت سمعته من أنه منذ بداية عمله في وزارة الصحة (تلبية لرغبة معالي الدكتور عبدالله الربيعة، حيث زامله في برنامج الحرس الوطني لفترة من الزمن ووثق بأدائه) أنه وفّر مئات الملايين من الريالات لخزينة الدولة بضبط العقود والفواتير؟ أجاب بكل تواضع بأن المسألة تتعلق بالأمانة المهنية وأنه ليس الوحيد بين موظفي الوزارة أو الدولة الذين يهتمون بهذه الجوانب الحيوية، مؤكداً أن هذا هو دأب معالي الوزير الذي يعمل جاهداً على تنشيط فواصل الوزارة، غير أنه أضاف أن معاليه يحتاج لوقت كاف لإنجاز هذه المهمة، أقول هذا تقديراً للرجل القدوة أكثر الله من أمثاله.