 |
كتب - سلطان المهوس:
خيوط مستقبل الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد تبدو واهنة جداً، إذ تتقاطع الهمة العالية والطموح لرئيسه المنتخب أحمد عيد مع واقع حال اللجان وأساليبها المثيرة للأسئلة القانونية قبل المجتمعية، فحوادث كثيرة نثير الشك تحتاج إلى وقفة قانونية ملزمة تعيد الأمور إلى نصابها في عهد (لا شيء يخفى على أحد)..!
ففي عهد اتحاد أحمد عيد وصل تسريب الخطابات والوثائق والأخبار الخاصة السرية إلى الذروة لدرجة أن الإعلاميين أصبحوا يغردون عبر تويتر بنتائج وأحوال أي اجتماع لاتحاد الكرة ولجانه قبل أن ينفض الاجتماع وهي الإشارة التي تكشف جانباً من الفساد الرياضي لدى مسرّبي الأخبار لصالح من يضمن تلميعهم والوصل بهم لمنصات الشهرة الإعلامية والتواطؤ معهم عندما يتطلب الموقف ذلك والأهم رسالة إلى عدم احترام اتحاد الكرة ولا رئيسه وتكريس للفوضى والتخريب المؤسسي وهو أحد أنواع الفساد المؤذي والذي يتبجح بكل علانية دون أن يجد من يصل لعلاج رادع له بسبب عدم توفر أي قوانين رادعة للأعضاء ورؤساء اللجان وغيرهم فهم يعملون دون قيود صارمة تماماً كما تفعل الاتحادات الكبيرة المنظّمة.
وإضافة للتسريب الإعلامي المؤذي فإن بعض اللجان لم تكن بعيدة عن التورط بعمليات (تسريع الكشف عن الفساد) فقراراتها الغريبة المتناقضة أمر فيه نظر ولعل آخر التطورات التي تكشف الوجه القبيح للعمل الفوضوي وفساد آلية التعامل الإداري ما فعله رئيس لجنة الاحتراف عندما اشعل قضية احتجاج نادي النصر ضد مشاركة لاعبين من نادي نجران في مباراتهما الدورية بنجران تزامن ذلك مع تسريب لخطاب لجنة الاحتراف لوقف مشاركة اللاعبين إلا بعد تسديد النادي لمستحقاته المالية فرئيس اللجنة أعطى القرار النهائي بصحة الاحتجاج دون أن يدرك أن ذلك ليس من اختصاصه وحتى لو كان من اختصاصه لا يجوز له نظاماً أن يتحدث إضافة إلى فاجعة الفواجع التي أثبتت أن اللاعبين اشتركا بمباراتين سابقتين مع نجران دون أن يتحرك رئيس اللجنة أو يتابع وكأن مؤامرة مدبرة تمت حياكة خيوطها بنجاح لصالح طرف ضد طرف آخر ..!
أما حكاية إيقاف حارس التعاون فهد الثنيان فهي وحدها كومة مخجلة لطخت جبين اتحاد عيد واثبتت أن هناك رؤوساً قد أينعت وحان قطافها فقد جاء محضر قرار لجنة الاستئناف المتضمن براءة الثنيان من تهمة البصق على حكم مباراة فريقه الدورية أمام نجران متزامناً مع فضيحة مجلجلة حواها المحضر والذي كشف أن مقيم الحكام أرسل تقريرين متناقضين أحدهما يؤكّد البصق (أعزكم الله) وأرسلته لجنة الحكام للانضباط مباشرة والآخر يثبت أنه سمع من الحكم فقط وتم إرساله للجنة الفنية ..!
الانضباط اعتمدت على التقرير الأول فأوقعت العقوبة لكنها أهملت التقرير الثاني أو لم يصلها أبدا ..!
هنا تبدو العملية واضحة وضوح الشمس ولا حاجة للتبرير فيها... لجان وأعضاء تريد الباطل أينما كان تساعد بعضها البعض لإدراكها التام أنها بمنأى عن المساءلة والعقوبات فيما تدمير مستقبل اللاعبين ومصادر عيشهم أمر عادي جداً يمكن أن يحدث بفعل المزاج أو الخيانة أو الفساد أو التعصب أو أي أمر آخر لا علاقة للرياضة به..!
مشكلة اتحاد الكرة أنهم منقسمون لقسمين.. قسم مقتنع بأحمد عيد.. وقسم آخر يريد أن يسقط الرجل بأي ثمن ..!
تلك هي الحقيقة..!
لذلك لا تتعجبوا من أن اتحاد الكرة أصبح كتاباً مفتوحاً حتى في أوقات الصلاة للجميع فلم تعد أي معلومة تخفى على أحد وانتظروا المزيد من الملفات الساخنة المفاجأة قريباً ..!!
هذا الفساد الإداري يحتاج إلى وقفة كبيرة وحازمة وقوانين صارمة ملزمة للأعضاء ورؤساء اللجان قبل غيرهم لأن العمل المؤسسي يحتاج للقوة والصرامة وقبل ذلك الحب والتآلف وتصفية النفوس وإلا سيتحول اتحادنا لعنوان عريض من الحروب الخفية المدمرة قريباً.
السؤال الكبير: هل ينفذ المخطئون بأخطائهم في قضية الثنيان..احتجاج نجران.. التسريب المتكرر ..؟
لن ينجح اتحاد الكرة دون هيبة وقوة وأحمد عيد ليس بالرجل الضعيف أو المتهاون أبداً، بل يحتاج لأناس تتماشى مع عقليته وتفكيره وتثق به كإنسان وطني جاء ليخدم بلده ومستعد للمحاسبة على عمله.. امنحوه الثقة وأبعدوا عنه من يحفر لإسقاطه.. النجاح لنا جميعاً وإلا سننهار كما انهار بعض جيراننا ولن ينفعنا التغني بتاريخ أو أمجاد لا توجد سوى بالكتب..!
