|
دشَّن المؤلف والكاتب الصحفي د. ياسر ثابت، رئيس التحرير الأسبق لقناة سكاي نيوز عربية، كتابه الجديد «دولة الألتراس»، الذي يتناول فيه تفاصيل قصة روابط المشجعين في مصر، منذ نشأتها مرورًا بالمواجهات التي خاضتها مع أجهزة الأمن طوال سنوات عدة، ووصولاً إلى مذبحة استاد بورسعيد عام 2012، والتطورات الدرامية التي تلت تلك الكارثة التي تابعها ملايين المشاهدين على الهواء.
ويقول المؤلف في مقدمة كتابه الصادر عن دار اكتب: إن أهمية تلك التجربة التي جمعت بين الرياضة والسياسة تنبع من عوامل عدة، استدعت توثيقها ورصدها، ليس فقط لأن روابط الألتراس أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المشهد الكروي والاجتماعي والسياسي في مصر، بل جزءًا من نسيج الحركة الوطنية التي تتفاعل مع الأحداث وتشارك في تشكيلها، وإنما أيضًا لأن تجربة الألتراس في مصر حفرت عميقاً في ذاكرة المصريين ونفوسهم، رغم سنوات عمرها القليلة نسبياً.
ويحكي الكتاب قصة الألتراس في مصر على لسان كثير من أبطالها وشهود تفاصيلها، والأسفار التي مرت بها تلك الروابط على امتداد خارطة مصر. ويرى المؤلف ياسر ثابت أن الألتراس يمثلون واحدة من القوى القليلة المنظمة على الساحة المصرية الآن.
ويقدم الكتاب توثيقاً مهماً للدور المحوري الذي لعبته جماعات الألتراس، سواء «ألتراس أهلاوي» أو «وايت نايتس الزمالك» خلال أيام ثورة 25 يناير، ويقول إن الألتراس شاركوا ببسالة منقطعة النظير أثناء سعي مصر الشابة للخروج من نهايات النفق المظلم لجمهورية الخوف.
ويقول د. ياسر ثابت إن آخر ما يهدف إليه هذا الكتاب هو أن يسبغ على شباب الألتراس صفات ملائكية، أو تحويلهم إلى شياطين، لكن أول ما يدعو إليه هو نزع الأساطير المؤسسة عن تلك الروابط، والاقتراب بشكل هادئ من أفكارها، قبل شن حرب الاتهامات والصور الذهنية الزائفة عن المنتمين إليها، هذا الفهم ضرورة وليس ترفًا بأي حال من الأحوال، حتى يكون الرأي المنصف عنوانًا للحقيقة، ولا شيء سواها.
- عبدالعزيز النهدي
azalnahdi@gmail.com