كان وما زال ميزان العدل متساوياً بكفتيه وديننا الحنيف بُني على أُسس سماوية راسخة ينظّم الإنسان في دينه وخُلقه وعمله وشتى مَناحي الحياة بعيداً عن التشدّد والتزمت والميل مع الأهواء التي تُغرّد خارج السرب، يحُث هؤلاء الضالون على الانحراف عن الجادة ومخالفة المبدأ الأساسي الذي رسمه لنا شرع الله المتين وسُنّة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وهذا النهج قامت عليه بلاد الحرمين الشريفين - رعاها الله- وعملت به مُنذُ أن أسس هذا الكيان الشامِخ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيَّب الله ثراه وسار عليه أبناؤه البررة - رحمهم الله- وما زالت والحمد لله في عهد الملك الصالح تنتهج دولتنا الفتية التوازن والإصغاء والحِوار، حتى إنها فتحت أبوابها وشرّعتها لجميع الأديان لِتوصل معنى الإسلام الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي بعثه المولى عزَّ وجلَّ للناس كافة بشيراً ونذيراً وبُني على السلام والعدل، بعد أن نادى خادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبد الله بن عبد العزيز - أيَّده الله- في كل أرجاء العالم نداء للحِوار والمذاهب بلغة يتقبلها كل عاقل صاحب كل لُبِّ حكيم، ليعلموا أن الوسطية هي ميزان عدل وحق حثّ وجاء بها ديننا الحنيف يرتضيه الجميع، شارحة مَعنى الإسلام الحقيقي المبني على حقوق الإنسان عامة وحقه في ممارسة دينه وإبداء رايه في حُرية تكفُل حُرية الآخرين وترفض كل من شوّه صورة المسلمين في اتخاذه مَنهجاً مُتشدداً ومُخالفاً يعكس صورة العداء والكراهية للمُسلمين، وهذا مطلب أساسي لا بد أن يتخذه كل صاحب قلم سُخّر للبِناء ويعرف مَعنى الانتماء بعيداً عن التطرف والغوغائيه وزرع الفِتن بين الناس وقلب الحقائق والسوداوية دون مَخافة من الله عزّ وجلّ وأن ذلك يتنافى مع أبسط قواعد الإسلام ورسالة السماء الخالدة.