الحديث عن رجال خدموا الوطن، وأمضوا سنوات طويلة في هذه الخدمة، حديث يطول. ومن هؤلاء الرجال اللواء حمد حواس السالم، مدير شرطة منطقة تبوك سابقاً، الذي أحيل إلى التقاعد بعد خدمته للوطن قرابة 38 عاماً، تنقل خلالها بين عدد من المناطق، كان آخرها في شرطة منطقة تبوك، حيث عمل مساعداً لما يقارب ثلاثة أعوام، ثم مديراً لشرطة المنطقة لأكثر من أربعة أعوام.
حديثي عن هذا الرجل يشهد الله أنه من قلب صادق دون تزلف، وقد رأيت أن أكتب عنه بعد أن ترك منصبه، لكنه لم يترك محبة الجميع له صغيراً وكبيراً، مسؤولاً وموظفاً بسيطاً، ضابطاً وجندياً.. الكل يكنّ له التقدير لتعامله الراقي وتواضعه الجم، وهذا بشهادة جميع منسوبي شرطة منطقة تبوك ضباطاً وأفراداً وموظفين. وقد كان الاحتفاء الذي أقامه منسوبو الأمن العام بمنطقة تبوك تكريماً له، وحضره وكيل إمارة منطقة تبوك عامر بن محمد الغرير، دليلاً واضحاً على محبة هذا الرجل، بدليل هذا الحضور الكبير الذي امتلأت به ردهات قاعة لمارا بتبوك ممثلاً بالإدارات الحكومية كافة من عسكرية ومدنية، الذين حضروا ليشاركوا في تكريم هذا الرجل. وما مشاركة أبناء تبوك والأعيان والقطاع الخاص في التكريم إلا ترجمة صادقة وعفوية تقديراً لما قدمه هذا الرجل من خدمة لهذه المنطقة طيلة فترة عمله. كذلك كان هناك تكريم خاص من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، الذي التقى باللواء الحواس، وشكره على ما قدمه لوطنه من خدمة طيلة فترة عمله، متمنياً له التوفيق. ولا ننسى أهل الوفاء، أولئك الرجال الذين رغم تقاعدهم قبل سنوات عديدة عن العمل حضروا التكريم، وشاركوا بتقديم الدروع للواء الحواس؛ لمعرفتهم بإخلاص وتفاني وتواضع هذا الرجل؛ حيث إنهم عملوا تحت إدارته وإلى جانبه، وأخص بالذكر منهم العميد متقاعد محمد حنس العتيبي مساعد مدير شرطة منطقة تبوك للأمن الجنائي سابقاً والعميد متقاعد محمد بن علي أبو حمود مساعد مدير شرطة المنطقة للشؤون الإدارية سابقاً والعميد متقاعد سعد النجدي واللواء متقاعد سعود أبو الحسن والعميد متقاعد عتقة الجهني، إضافة إلى عدد آخر من الضباط المتقاعدين الذين لا تسعني الذاكرة لذكرهم، حضروا رغم تقاعدهم منذ سنوات وشاركوا في هذا التكريم؛ لما وجدوه من رجل قائد يتعامل مع الجميع سواسية.
وبحكم عملي الإعلامي مديراً لمكتب صحيفة الجزيرة بمنطقة تبوك، وتغطيتنا الأخبار الأمنية، كان يحثنا وكل إعلامي في تبوك على أن نظهر ما تشهده المنطقة من تنمية، وألا نسيء لمنطقتنا بنشر بعض الأخبار التي لا تفيد القارئ، وكان حريصاً على عدم نشر الأخبار التي تتعرض للأعراض، وكان يوصينا بعدم الإساءة لسمعة المنطقة بنشر أخبار قد تكون كاذبة أو غير موثقة، والبُعد عن الإثارة.
ومهما تحدثت عن هذا الرجل فلن أوفيه حقه، ولا نملك له إلا الدعاء بأن يوفقه الله.
والله من وراء القصد.